«البحوث الإسلامية»: 13 توصية لمؤتمر الأصول الفلسفية بكلية اللغة العربية بأسيوط
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر كلية اللغة العربية بأسيوط والذي عقد تحت عنوان: "الأصول الفلسفية للعلوم الإنسانية قديمًا وحديثًا (الخلفيات، النظريات، المشكلات)"، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية.
وقال الأمين العام إن توصيات المؤتمر أكدت أهمية البحث في خلفيات ومنطلقات المناهج اللسانية والنقدية الحديثة المعرفية والحضارية لإبراز خطورة ومنافع تطبيقها على النص العربي عمومًا والنص الإسلامي خصوصًا – القرآن الكريم – والحديث النبوي، تقييم الدراسات العلمية التي سعت إلى دراسة القرآن الكريم باعتماد هذه المناهج اللسانية النقدية الحديثة، واختبارُ مدى ضررها ونفعها وتأثيرِها في واقع المسلمين وحالهم في الدنيا والآخرة وتناولُ هذه الدراسات في مشاريعَ علميةٍ وندوات ذات طابع نقدي.
وتابع: إن جلسات المؤتمر أوصت أيضًا بمعاودة التأمل في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف باعتبارهما مصدرًا للمعرفة وسبيلًا لمعرفة أسرار الله في الكون والإنسان.
كما تعرضت إلى أنه يجب على من ابتلى بصناعة العقول السليمة أن يكون بصيرًا بكل المذاهب والمناهج خبيرًا بأصولها الفلسفية والعقدية، وموقعِ كلٍّ من الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا، كما يجب عليه أن يدارس طلابَ العلم الأصولَ العقديةَ والفلسفيةَ لكل المذاهب والمناهج المراد مدارستُها في موضوعية وإتقان ومصابرة وتَطَهُّرٍ من داء العجلة والاستهانة.
وأوضح أن المؤتمر أوصى بأن عربيتنا تواجه خطرًا حقيقيًّا يتمثل في الغزو الثقافي الأجنبي من خلال تلك النظريات الألسنية الحديثة والثنائيةِ اللغوية وشيوع العلمية وتفشي الأخطاء اللغوية الأمر الذي يدعونا إلى ضرورة الاعتناء بخلفيات وأسس هذه النظريات والوعي بخطورة هذه التحديات على الهوية والثقافة.
وفي التوصية السادسة جاءت دعوة الجامعات العربية في العالم الإسلامي والعربي إلى أن تجعل في مساقات التعليم والتعلم والتدريب في مرحلة الدراسات العليا بدرجتيها التخصص – الماجستير- والعالمية – الدكتوراه – في الدراسات الإنسانية جمعاء مدارسةَ كافة المذاهب الفلسفية المناوئة والمعادية للعقل المسلم وعلومه وحضارته.
كما أوصى المؤتمر بوجوب مدارسة اللغات التي تنشأ في حضارتها تلك النظرية الألسنية النقدية الحديثة وتنشر بها في الناس، وجوب الربط بين ما أقرته الفلسفةُ الغربية من آراء حول الحقيقة/ المعنى وصراع الثنائيات الداخل/الخارج، اليقين/ الشك، الذات/ الموضوع، المادية/ المثالية، وبين المقولات التي يقوم على أساسها خطابُ نقد الحداثة في الغرب، بالإضافة إلى وجوب دراسة عوامل التطور المتجدد داخلَ هذه العلوم ومفاهيمها ومدارسها واتجاهاتها حتى يمكننا الإفادةَ منها في تجديد دراستنا اللغوية والأدبية والنقدية واللسانية وفروع علم اللغة لكي نفيدَ منها الإفادةَ المثلى الملائمةَ للغتنا وتراثنا.
وأشار عيّاد إلى أن التوصية العاشرة دعت إلى تحقيق الوعي بالأسس التي بنيت عليها العلوم الإنسانية إبان نشأتها وما تضمنته من مذاهب ومدارس واتجاهات لكي يحسن التعامل معها والانتفاع الإيجابي بها والمشاركة في ضبط توجهاتها بين الذاتية والموضوعية وبين المثالية والواقعية وبين مراعاة خصائص النفس ومقومات المجتمع وبين الالتزام المنضبط والانقلاب المنقلب.
فيما جاءت التوصية الحادية عشرة بالدعوة إلى تقديم أعمال فنية هادفة تؤكد الوظيفة التربوية والأخلاقية للأدب، والثانية عشرة تمثلت في الدعوة إلى تقديم معالجة أدبية للقيم التي احتواها القرآن الكريم والسنة المطهرة ووقائع وأحداث تاريخنا ومعطيات عقيدتنا وجعلُها محاورَ لأعمال فنية مبدعة، كما أوصت الثالثة عشرة بالدعوة إلى تقديم أعمال إبداعية تقدم القدوة ومن لا يتناقض معتقده مع ممارسته ومن يضع قدمه في عالم اليوم المتقدم دون أن يتنازل عن دينه.
كما أكد الأمين العام في ختام المؤتمر تشكيل لجنة علمية مشتركة بين مجمع البحوث الإسلامية وكلية اللغة العربية بأسيوط لمتابعة تنفيذ توصيات هذا المؤتمر على أرض الواقع.