رجل يريد تطليق زوجته لكثرة مزاحها.. فما حكم الشرع؟
تلقت إحدى جروبات الفتوى، عبر موقع التواصل الاجتماعى سؤالًا من أحد الرجال قال فيه: “زوجتي تحب المزاح مع الكل دون حدود سواء رجلًا أو سيدة، ولكنها لا تفعل شيئا يلوث العرض، ونصحتها كثيرًا، وأردت أن أطلقها ولكنها أنجبت لى ثماني أولاد، فإذا طلقتها سيؤثر ذلك على مستقبل أولادي، فماذا أفعل؟”
وفى مقطع فيديو مُسجل متداول للشيخ عطية صقر، أحد علماء الأزهر الشريف، أجاب خلاله عن تساؤل مماثل قائًلا:"روى الترميذي أن رجلًا شكى إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن امرأته لا ترد لامس فقال طلقها فقال إني أخاف أن تتبعها نفسي فقال استمتع بها".
وأضاف الشيخ صقر، أن العلماء اختلفوا حول هذا الحديث، فإن النسائي أخرج هذا الحديث من وجه آخر وقال عنه أنه مرسل وليس بثابت، بينما قال عنه الإمام أحمد بأنه منكر، بينما قال ابن الجوزي أنه من الأحاديث الموضوعة، بينما صنفه، البوصيري بأنه حديث ضعيف.
وأشار “صقر” إلى أنه على فرض ثبوت الحديث، فقد اختلف العلماء في معناه، وفسره ابن القيم في كتابه روضة المحبين بأنها لا تجذب نفسها ممن لاعبها ووضع يده عليها أو جذب ثوبها ونحو ذلك، فإن من النساء من تلين عند الحديث واللعب ونحوه، واختار أحمد ابن حنبل أن عيب هذه المرأة اقتصادي وليس خلقيًا يتصل بالشرف، أي أنها تقضى أو تعطى من يطلب منها إحسانا ولا ترد أحدًا يلتمس منها ذلك وهذا يؤثر على الحالة الاقتصادية للزوج، ولما علم الرسول بأنه يحبها أمر بإمساكها، ربما تميل إليه نفسه بالمعصية إن طلقها، وإذا كان عيبها خلقيًا كما فسره ابن القيم وغيره، فكيف يأمره النبي بإمساكها وهو الذي ذم الديوث الذي يقر السوء على أهله.
وأشار إلى أنه قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أولًا بطلاقها، ولما وجد تعلقه بها أمره بإمساكها من أجل تربية الأولاد أو عدم الصبر على الإتصال بها إن طلقها، لكن ذلك كله يتنافى مع الشرف الذي أمر الرسول بحمايته.
وأكمل "صقر": قيل إن طبعها ذلك لم يقع منها شيء يلوث العرض، فالرسول لا يقر الفاحشة، ولعل هذا التفسير يكون أقرب، ومادام أكد السائل أن زوجته لا تفعل شيئَا يلوث العرض وما دام عنده أولاد يخشى عليهم إن طلقها فليمسكها وليكرر نصحها بالإتزان مع مراقبة سلوكها فهى مسؤولة منه.