توقيع برنامج تنفيذى للتعاون فى مجال السياحة بين مصر والأردن
عُقد اجتماع، ظهر اليوم، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، والدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، ونايف حميدي الفايز، وزير السياحة والآثار بالأردن، والسفير أمجد العضايلة، سفير الأردن لدى القاهرة، والوفد الوزاري المرافق لولي عهد الأردن، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؛ لمناقشة تعزيز التعاون في مجال التنشيط والترويج السياحي وتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال.
وفي بداية الاجتماع، أكد ولي عهد المملكة الأردنية، الاستعداد التام للتعاون والتنسيق بين الأردن وشقيقتها مصر في مجال السياحة؛ للاستفادة مما يمتلكه البلدان من مقومات سياحية متميزة.
من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي عمق الروابط التي تجمع بين مصر والأردن؛ لافتًا إلى أن هناك رغبة في تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في عدة مجالات، من بينها السياحة والاقتصاد والتبادل التجاري والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
من ناحيته، أشار الدكتور بشر الخصاونة، إلى الفرص العديدة المتوافرة للتكامل والترابط في الحزم السياحية بين الجانبين المصري والأردني، لاسيما فيما يتعلق بالمناطق المميزة التي تمثل عناصر جذب للسائحين في البلدين.
من جانبه، أشار الدكتور خالد العناني، إلى اللقاءات والاجتماعات المستمرة والمنتظمة التي عقدت مع الجانب الأردني، والتي نسعى من خلالها إلى دعم وتعزيز أوجه التعاون في مجال السياحة، وتحقيق التكامل والترابط بين البلدين في هذا المجال، مستعرضًا المقومات والإمكانات التي تمتلكها مصر في قطاع السياحة والآثار، وكذا المشروعات التي يشهدها هذا القطاع الحيوي في المرحلة الراهنة.
بدوره، قال نايف حميدي الفايز، إن الاتفاقية التي سيتم توقيعها اليوم تأتي ضمن مجموعة من اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها على مدار الفترة الماضية لتعزيز أوجه التعاون والتنسيق في هذا المجال بين البلدين، موضحًا أنه سيتم عقد اجتماعات موسعة تضم مسئولي السياحة في البلدين؛ لتحديد آليات العمل خلال الفترة المقبلة، إلى جانب العمل على الاستفادة من الخبرة المصرية في هذا المجال.
وعقب الاجتماع، شهد ولي عهد الأردن، وكل من رئيسي وزراء مصر والأردن مراسم توقيع برنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة بين وزارتي السياحة والآثار في جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وكذا اتفاق توأمة بين مدينتي "الأقصر"، و"البترا".
ووقع البرنامج التنفيذي واتفاق التوأمة بين مدينتي الأقصر والبترا كل من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، ونايف حميدي الفايز، وزير السياحة والآثار بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وعقب التوقيع، أكد الدكتور خالد العناني أن حكومتي مصر والأردن، ممثلتين في وزارتي السياحة والآثار بالبلدين، اتفقتا على المُضي قدما في تعزيز وتقوية العلاقات الودية بين بلديهما، عبر الارتقاء بالتعاون الثنائي في مجال السياحة، إدراكًا لأهمية السياحة في تعزيز التنمية الاقتصادية، والتفاهم المتبادل وحسن النوايا، وتوثيق العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وقال "العناني": في إطار تفعيل اتفاق التعاون السياحي، المُوقع بين البلدين في عام 1986، تم الاتفاق على توقيع هذا البرنامج للتعاون في مجال السياحة بين البلدين للأعوام (2022- 2024)، الذي يشمل مجالات: التنشيط والترويج والتسويق والتدريب السياحي، وكذا في مجال السياحة المستدامة، إلى جانب التشريعات والأنظمة السياحية.
وفيما يتعلق بمجال التنشيط والتسويق والترويج السياحي، أشار الدكتور خالد العناني إلى أن الطرفين سيعملان وفق برنامج التعاون على تبادل المعلومات والنشرات والمواد الدعائية، وكذا الإحصاءات السياحية في كلا البلدين، إلى جانب العمل على مواصلة المشاركة في المعارض والمهرجانات والملتقيات السياحية، التي تقام في البلدين، كما يعمل الطرفان على تشجيع وكالات السياحة والسفر في البلدين على تنظيم برامج سياحية مشتركة بأسعار تشجيعية؛ لزيادة الحركة السياحية بينهما، وجذب السائحين من كلا البلدين، فضلًا عن السعي لتبادل زيارات المسئولين والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة؛ للتعرف على المقومات السياحية في البلدين، بجانب تبادل الزيارات الميدانية للوقوف على تجربة البلدين في مجالات السياحة المختلفة، والدراسات السياحية والجودة والرقابة.
من جانبه، قال نايف حميدي الفايز إنه فيما يتعلق بمجال التدريب السياحي، سيقوم الطرفان بالعمل على تبادل الخبرات وزيارات الخبراء، والبرامج التدريبية، ومناهج وأساليب التعليم المطبقة في المعاهد والمدارس ومراكز التدريب السياحي والفندقي؛ لإطلاع كل طرف على تجربة الطرف الآخر.
وأضاف الوزير الأردني أنه سيتم بموجب هذا البرنامج تبادل أفضل الممارسات في مجال السياحة المستدامة، بما في ذلك الابتكار والتحول الرقمي، ودعم السياحة الخضراء، وحماية التنوع البيولوجي.
كما أوضح وزير السياحة والآثار الأردني أنه فيما يتعلق بمجال التشريعات والأنظمة السياحية، سيعمل الجانبان على تبادل التشريعات والأنظمة التي تحكم المهن السياحية، والمعمول بها لدى البلدين، بما في ذلك المواصفات التي تتعلق بالفنادق والقرى السياحية، والهيئات والاتحادات المهنية السياحية، ونظم الرقابة على الجودة في مجال السياحة والفندقة.
وبموجب برنامج التعاون السياحي بين البلدين، سيتم تشكيل لجنة فنية مشتركة لوضع جدول زمني لتنفيذ ومتابعة هذا البرنامج التنفيذي، مما يسهم في تحقيق الأهداف المحددة به.
في الإطار نفسه، يأتي اتفاق التوأمة بين مدينتي الأقصر والبترا، في إطار التوأمة ما بين المدن الأثرية والتاريخية والثقافية، التي تستهدف تحسين المعرفة بالآخر، وتعزيز وتشجيع التعاون ونشر الثقافة والسلام بين الشعوب، كما أن هذه التوأمة تعد رباطا رمزيا هدفه تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية، وكذا العلاقات الإنسانية بين الدولتين.
وتعتبر مدينة البترا من المدن المحفورة في الصخر، وتعد تراثًا عالميًا مسجلًا من قبل منظمة اليونسكو في عام 1985، كما تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، كما تحظى مدينة الأقصر بأهمية كبرى، ويعود تاريخها إلى عصر الأسرة الرابعة حوالي 2575 ق.م، وتعد المدينتان مثالًا رائعًا لحضارة الماضي، وتعتبران مواقع معمارية فريدة ليس لها مثيل.
كما تتشارك مدينتا الأقصر والبترا في مظاهر تاريخية قديمة متشابهة، فضلًا عن أنهما على اتصال وثيق بالطبيعة وتشكلان مثالًا بارزًا في القدرة على خلق فن العمارة من خلال الأدوات والموارد المحلية والحفاظ على البيئة الطبيعية.
وبموجب اتفاق التوأمة، سيتم العمل على إقامة مؤتمرات حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتبادل المطبوعات والنشرات التعريفية، وإقامة لقاءات واجتماعات للشباب والطلاب والعائلات، فضلًا عن توفير مبادرات شعبية لها علاقة بالعادات والتقاليد لكلا المجتمعين، بجانب تبادل المعلومات حول البرامج والاحتفالات التقليدية والمناسبات الثقافية، وإعداد برامج زيارات متبادلة بهدف تعميق التفاهم والمعرفة والتبادل الثقافي والأثري التاريخي.