الولادة القيصرية
الأولى عالميًا.. «الدستور» تحقق في ارتفاع معدلات الولادة القيصرية بمصر
تحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا بنسبة 63% في عمليات الولادة القيصرية بحسب دراسة سابقة نشرتها صحيفة الجارديان، رغم أن منظمة الصحة العالمية وضعت قاعدة لنسب الولادة القيصرية بأن لا تتجاوز 15%، لكن مصر تخطت الرقم، وأرجع البعض هذه الزيادة لرغبة الأطباء في تحقيق مكاسب مادية، أو تغير جسم المرأة نتيجة ممارسة عادات يومية غير صحية، ومع تقديم طلب إحاطة للحكومة حول أسباب هذه الزيادة، “الدستور” تواصلت مع بعض الأطباء للوقوف على الحقيقة، ومعرفة سر ارتفاع معدلات الولادة القيصرية.
التقدم الطبي
عمرو حسن طبيب نساء وتوليد، قال: عدة عوامل ساهمت فى زيادة معدلات الولادة القيصرية بعضها ناتج عن لسوكيات المواطنين وطبيعة الحياة اليومية، وبعضها يعود لخلل في المنظومة الطبية، موضحا أن تقدم سن الزواج لدى الإناث، وتزايد حالات الإنجاب للمرة الأولى لسيدات فوق سن 35 يضطر معه الطبيب للجوء للقيصرية لأنها أكثر أماناً للأم والجنين، كما أن التقدم في التقنيات الحديثة لعلاج العقم، وتنشيط المبايض أدى إلى ارتفاع نسبة تعدد الأجنة داخل الرحم، وبالتالي الولادة القيصرية.
أما عن التجهيزات الطبية في بعض المستشفيات، يرى أن عدم توافر عدد من الجوانب الخاصة بالخدمة الطبية اللازم توصيلها للمرضى أثناء الولادة الطبيعية فى بعض المستشفيات جعل أصحاب الطبقة الوسطى لديهم خوف ورهبة من الدخول فى الولادة الطبيعية وطلب القيصرية مسبقا.
وأشار إلى نمط حياة السيدات في الوقت الحالي من أسباب زيادة عمليات الولادة القيصرية مقارنة بالطبيعة منها عدم ممارسة الرياضة، حيث أن الرياضة تساعد فى توسيع الحوض وتقوية عضلات البطن مما يسهل عملية الولادة، أما عدم ممارسة الرياضة فتصيب المرأة بآلام بالظهر ناتجة عن ضعف فقراته، و بالتالي تستعجل الولادة القيصرية للتخلص من ألم الظهر كما أن أسلوب الحياة الحديث الذي جعل المرأة تعتمد على الأجهزة الكهربائية فى تأدية واجباتها المنزلية، أثرت سلبا على تكوين عظام وعضلات الحوض وإصابتها بالضيق والضعف، وهو ما صعب بدرجة كبيرة من إتمام عملية الولادة فى صورتها الطبيعة».
وتابع أن الموروثات القديمة التي تم تجسيدها في السينما مثل فيلم «الحفيد» أوضحت معاناة آلام الأم خلال ولادتها، مما يؤدى إلى طلب بعض السيدات إجراء القيصرية تجنبا لذلك المشهد أو اقتناع الأمهات و الحموات أن حقنة الأبيدورال أو كما يسمونها بابرة الظهر تسبب الشلل و بالتالي ترفض الأمهات أن تاخد بناتها حقنة الأبيديورال لتخفيف ألم الولادة و بالتالي تطلب الحامل الولادة القيصرية، مشيرًا أن عدم ذهاب السيدات للطبيب قبل حدوث الحمل من الأسباب المؤدية إلى ارتفاع معدلات الولادة ، نتيجة للفقر أو صعوبة رعاية الأم فى المستشفيات العامة أو وحدات الرعاية مما يترتب ان بعض الحالات تعاني من امراض كتسمم الحمل مما يستدعي الولادة القيصرية.
تدخل برلماني
في أكتوبر الماضي، تقدمت النائبة إيناس عبدالحليم، بطلب إحاطة للحكومة، أوضحت فيه أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا بنسبة 63% في عمليات الولادة القيصرية بحسب دراسة سابقة نشرت في الجارديان، بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية وضعت قاعدة لنسب الولادة القيصرية بألاّ تتجاوز في أي مجتمع عن 15%، إلا أن مصر تخطته بمراحل، بسبب رغبة المستشفيات والأطباء في تحصيل أموال أكثر.
شائعات
على مهدي طبيب نساء ، قال إن الولادة الطبيعية تحتاج مجهود ضخم من السيدات والطبيب في نفس الوقت وتستغرق ما يقرب من 10 ساعات وأحيان أخرى أكثر ولا يكون هناك فرصة امام الطبيب أو المستشفى للاستعداد لانها تأتي مفاجأة، عكس القيصيرية التي يكون معد لها مسبقاً ويتم الانتهاء منها في خلال نصف ساعة على الأكثر.
وأوضح أن هناك كثيرات من السيدات يطلبن أن يخضعن للولادة القيصيرية خوفًا من الطبيعية لاعتقادهم بأنها أقل ألمًا، أو أن الطبيعية تسبب تشوه عضلات أسفل الحوض، وهى مفاهيم خاطئة، موضحًا أن بعض الأطباء يلجأوا للقيصرية اختصارا للوقت.
معدلات مرتفعة
خلال العشرين عامًا الماضية ارتفعت معدلات الولادة القيصرية بصورة مبالغ فيها، فبعد أن كانت تسجل في عام 2000 نسبة 10 % زادت أكثر من الضعف في عام 2008 وبلغت 27.6 %، وزادت 5 أضعاف حتى عام 2014 فبلغت 51.8 % ، وظلت تتضاعف حتى وصلت في عام 2018 إلى 63%، لتحتل مصر المرتبة الأولى عالميًا في معدلات الولادة القيصرية.
وتصدرت بورسعيد الأعلى في نسبة الولادة القيصرية بمصر بنسبة ٧٧ ٪، والأقل كانت مرسي مطروح، بنسبة 26 %، وبلغت في المستشفيات الحكومية 45 %، فيما تعدت 66% بالمستشفيات الخاصة.