جاليرى ضى يحتضن مناقشة كتاب «الأشياء التى فهمتها».. اليوم
يحتضن أتيليه العرب للثقافة والفنون، جاليري "ضي" للفنون والثقافة، بمقره الكائن في المهندسين، في السادسة من مساء اليوم الثلاثاء، لقاء ثقافي جديد، لمناقشة المجموعة القصصية "الأشياء التي فهمتها"، والصادرة مؤخرا عن دار المرايا للإنتاج الثقافي، للقاص والروائي محمود عبدالوهاب، هذا ويناقش الكتاب الكاتبة والقاصة سهى زكي والقاص والناقد محمد رفيع، وتدير النقاش الكاتبة دينا قابيل.
وكتاب "الأشياء التي فهمتها"، نصوص سردية تقترب من السرد القصصي لكنها، لا تتقيد بقواعده ما تتيح للكاتب وللقارئ معا التحرر من الشكل الفني والإنصات للتجربة الجديدة في المعالجة السردية، عن قضايا يختلط فيها الواقع بالخيال و تتقصى الغرابة كما قال النقاد الذين قرأوا العمل الفني.
ومحمود عبدالوهاب، روائي وقاص سبق وصدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية، نذكر من بينها: رواية "زيزينيا" عن دار العين للنشر والتوزيع 2018 ــ العيش في مكان آخر ــ أحلام الفترة الإنتقالية ــ كل شيئ محتمل هذا المساء ــ سيرتها الأولي ــ شعرية القمر ــ شمس صغيرة ــ البحث عن أصدقاء. بالإضافة إلي عدد من الكتابات النقدية مثل: قراءة في أدب بهاء طاهر وكتاب وفنون روائية .
ومما جاء في كتاب "الأشياء التي فهمتها"، للكاتب محمود عبد الوهاب: "رأيت أمي مريضة في يوم به مظاهرات، وكان لزامًا على أن أذهب بها إلى الطبيب سيرًا على الأقدام، فأشفقت عليها من مغبة ذلك، وأخذت أهون عليها وأقبلها على خدها الأيسر محتضنًا إياها في رفق، وزاد من ألمي تذكري لموعد وفاتها، وبأن كل هذا ألم مكتوب على أن أتجرعه عما قريب، وإذ ذاك تملكتني قوة لا أدري من أين أتت، فأخذت أعود، وأخذ الواقع يحل تدريجيًّا محل الطيف النوراني، فعرفت أني أحلم، وأخذت أردد لنفسي بقوة: إنها ميتة، إنها ميتة، حتى أفقت سعيدا، بأنه ما من إمكانية لمعاناة جديدة".
وفي موضع آخر من الكتاب، يقول محمد عبد الوهاب:
استقليت تاكسي في زيارتي للمقابر، وجدت أن من الغريب قليلا أن تقود التاكسي امرأة شابة، وهي قد حادت بي عن الطريق قليلا، ثم وقفت أمام أحد البيوت ذات الدور الواحد في ميدان يعج بالناس وقالت "هيا إنزل".
لكن ليس هذا هو العنوان المقصود ولكن هذا بيتي أنا، وقد تعبت من البحث عن عنوانك المزعوم بلا جدوى، كأنه شبح أو خيال. إذن لن أدفع شيئا وسآخذ تاكسي آخر من هنا يوصلني إلى وجهتي.
هنا ارتفع صوتها ولكن بحساب وهي تخبرني بأن دفعي لمبلغ عشر جنيهات لهو أمر محتوم، وأنا فكرت في عواقب مخالفة امرأة مثل هذه في ذلك الحي الشعبي فدفعت صاغرا، ثم وقفت في الميادين أبحث عن مخرج، فإلى أين يؤدى هذا الطريق وإلى أين يؤدى الآخر؟
أخذت أسير هائما على وجهي فلا طريق مما أسلكه يؤدى بي إلى شيء أعرفه، لا معالم محددة تقربني من معرفة أين أنا بالضبط، حتى الكوبري صعدته غير مرة، غير أنى لم أر شيئا في الأفق، فكنت أنزل ثانية إلى الشوارع أسير وأسير، وكل ما أراه أسواق مزدحمة، باعة خضار وفاكهة، نداءات من كل حدب وصوب، لكن ليس من بينهم شخص واحد يبدو أن وقتا لديه للإجابة عن سؤالي: أين أنا؟ ابتسمت عندما لاح لي الحل، سأستقل تاكسي آخر يخرج بي من هنا، وحتى إن لم يعرف مكان المقابر فسأطلب منه أن ينقلني إلى أي ميدان رئيسي، أخذت أحملق في التاكسيات القادمة من كل اتجاه، فإذا بها – كلها - مشغولة براكب واحد يجلس بجوار السائق ولا أحد ملتفت لي.