ناهد راحيل تفوز بجائزة إدوارد سعيد في الفكر التنويري ونقد الخطاب الاستشراقي
أعلنت مؤسسة فلسطين الدولية في دورتها" 2020-2021"عن حصول الباحثة والأكاديمية دكتور ناهد راحيل بالمركز الأول لجائزة إدوارد سعيد في الفكر التنويري ونقد الخطاب الاستشراقي، عن دراستها النقدية التي جاءت تحت عنوان عن دراسة "ثقافة المقاومة في فكر إدوارد سعيد".
وعن دراستها "ثقافة المقاومة في فكر إدوارد سعيد"، قالت الدكتورة ناهد راحيل لـ " الدستور"، انشغل ادوارد سعيد بسؤال المثقف ودوره في مواجهة السلطة، وأجابت مقارباته الفكرية عن هذا السؤال بحديثه عن تمثلات المثقف وصوره، فيعرض في مقدمته لكتاب “صور المثقف” لمهام المثقف بقوله “إن إحدى مهام المثقف هي بذل الجهد لتهشيم الآراء المقولبة والمقولات التصغيرية التي تحدّ كثيرا من الفكر الإنساني والاتصال الفكري”، واهتمام سعيد بالقضايا الإنسانية، ولتحديد دور المثقف في قدرته على مواجهة أشكال الهيمنة والاستبداد، نجده يهتم بطرح التساؤلات عمّا يمكن أن يواجه المثقف ويشكل عقبة أمام أداء مهامه الخاصة بمراجعة السلطة ومقاومة هيمنتها وتنفيد مقولاتها وتفكيكها.
- استراتيجيات إدوارد سعيد في مقاومة أشكال الهيمنة الثقافية الغربية
وتابعت دكتور ناهد راحيل، أن الدراسة تتناول الاستراتيجيات التي تبناها إدوارد سعيد في مقاومة أشكال الهيمنة الثقافية الغربية، خاصة بعدما تخلت الثقافة عن ارتباطها بالنخبة وغدت مساحة للتثاقف والتداخل، ومن هنا اهتم القسم الأول من الدراسة الذي حمل عنوان "الثقافة ودور المثقف" بتناول مقاربة سعيد لسؤال الثقافة ودحضه لشمولية الثقافة وخطابها النخبوي ، كما يهتم القسم بتمثل المثقف في الفكر الغربي وفي فكر إدوارد سعيد وبيان دور المثقف المقاوم والذي تحدد في مقاومة أشكال الهيمنة الثقافية،واهتم القسم الثاني الذي حمل عنوان "استراتيجيات المقاومة" بعرض أساليب تقويض الهيمنة الثقافية للغرب من خلال نقد الخطاب الاستشراقي وتفكيك الرواية الإمبراطورية التي لازمت المشروع الاستعماري عبر المقاومة بالسرد المضاد.
وتشير نهاية الدراسة إلى حديث سعيد عن التحدي الأكبر الذي يمكن أن يحد من دور المثقف ، والذي أسماه بـ”التفادي” أو التخلي عن الثبات وعدم الالتزام تجاه القضايا الإنسانية المصيرية، وهو في ذلك يشير إلى القضية الفلسطينية التي تخلّى عنها الكثيرون خوفا من قول الحقيقة والإقرار بوجود أقسى حالة من حالات الظلم، ومن ثم تتحيد “العادات الفكرية” التي هي مصدر الفساد لدى المثقف بلا منازع، فلا هناك “ما هو أجدر بالاستهجان ممّا يكتسبه المثقف من عادات فكرية تنزع نحو ما يسمّى التفادي، أي النكوص أو التخلي (الذي يمارسه الكثيرون) عن الثبات في موقفه القائم على المبادئ، على صعوبة ذلك، وهو يعلم علم اليقين أنه الموقف الصائب ولكنه يختار ألا يلتزم به، فهو لا يريد أن يظهر في صورة من اكتسب لونا سياسيا أكثر مما ينبغي له، وهو يحاول ألا يظهر في صورة من يختلف الناس عليه”.