سائق «التوك توك» المتسبب في انهيار سور كوبري الساحل أمام جهات التحقيق
اقتادت قوة أمنية من مباحث الجيزة سائق توك توك المتهم بالاصطدام بالسور الحديدي لكوبري الساحل وسقوطه في نهر النيل، ما تسبب في انتشار شائعة غرق ميكروباص بركابه في المياه، إلى سراي النيابة العام بمحكمة شمال الجيزة لبدء التحقيقات معه حول الواقعة.
وكشفت مصادر أمنية أن كافة الذين تم استجوابهم خلال فترة البحث لحل لغز سقوط الميكروباص صرفتهم الأجهزة الأمنية عقب انتهاء التحريات وتحرير المحضر بحقيقة الواقعة والذي تضمن اتهام سائق التوك تووك الذي اصطدم بالسور الحديدي للكوبري باتلاف المال العام.
كما أشارت المصادر إلى أن مقدم البلاغ بسقوط ميكروباص في النيل تم صرفه أيضا ولم يوجه له اي اتهام وأن المتهم الوحيد سائق التوك توك الذي يخضع للتحقيقات الآن ومازالت التحقيقات مستمرة معه.
كانت البداية بتلقى الأجهزة الأمنية بلاغ من مواطن بأنه علم من آخرين رؤيتهم شيء يسقط من أعلى كوبري الساحل بدائرة قسم شرطة إمبابة ولم يتحققوا منه (مرجحين كونه سيارة ميكروباص).
أخذت الأجهزة الأمنية بلاغ ميكروباص الساحل على محمل الجد خاصة مع عدة شواهد أعلى الكوبري مثال وجود زجاج سيارة مهشم بجوار السور الحديدي وفقدان جزء بمسافة 3 أمتار من السور الحديدي للكوبري إضافة إلى أقوال عدد من الشهود برؤيتهم سقوط ميكروباص من أعلى الكوبري.
فور تلقي البلاغ دفعت إدارة شرطة المسطحات المائية وإدارة الحماية المدنية بالجيزة بقوات أعلى لانشات لمسح المسطح المائي والدفع برجال الضفادع البشرية للبحث عن غرقى انتشال جثامينهم، عقب ساعات من البحث وعدم العثور على أي شيء سواء جسم سيارة أو جثث لأشخاص وكون المياه ضحلة في تلك المنطقة ذهبت الترجيحات إلى احتمالية "غرس" الميكروباص في طمي النيل، ولذلك تم دعم فرق البحث ب "كراكات" ضخمة لتتمكن من "نبش" طمي النيل وإظهار ما قد يكون علق به.
يومين كاملين من البحث عن ميكروباص الساحل في المياه ولم يتم تسجيل العثور على أي شيء يذكر يفيد بوقوع حادث من الأساس علاوة على عدم تلقي أقسام الشرطة بالقاهرة أو الجيزة أية بلاغات تغيب لمواطنين ممن يسيرون على ذلك الخط.. اتجهت خطة البحث إلى فحص كافة مواقف السيارات الأجرة "الميكروباص" التي تأخذ كوبري الساحل خط سير لها وتم استجواب عدد كبير من سائقي الميكروباص والمسئولين عن الكارثة تسفر التحريات وجمع المعلومات في النهاية عن عدم وجود أية سيارات مفقودة، بالإضافة إلى عدم تلقى الأجهزة الأمنية أية بلاغات تفيد غياب مواطنين أو فقدان سيارة أجرة "ميكروباص" في ذات اليوم وحتى تاريخه.
بعد 3 أيام ونصف من البحث أسفرت عمليات تمشيط المسطح المائي عن ميكروباص الساحل وعمق النيل عن العثور فقط على "غطاء سيارة كبير الحجم من المشمع" بقاع نهر النيل وهو ما أكدته شهادة "صياد" إلى أن ما سقط من أعلى الكوبري "غطاء سيارة".
وفي إجراء جديد اتبعته أجهزة الأمن في واقعة ميكروباص الساحل للتأكد من تلك الرواية وخاصة عقب رصد إحدى كاميرات المراقبة لـ "جسم أبيض" يطير من أعلى الكوبري في نهر النيل وللتيقن من حقيقة الواقعة تم إجراء "بروفة" تجربة بإلقاء ذات الغطاء من أعلى الكوبري، والتقطته الكاميرا التي سبق وأن أُشير إلى أنها سجلت لحظة سقوط الجسم الأبيض وتبين مطابقة المشهدين.
وعن سبب انهيار السور الحديدي للكوبري والتي انتشلت قوات الإنقاذ النهري من المياه عقب 24 ساعة من عمليات البحث توصلت التحريات إلى أن سور الكوبري سبق واصطدمت به سيارة نقل، ما أدى إلى تصدعه، وفى وقت لاحق اصطدمت به إحدى مركبات "التوك توك" بذات الجزء من السور ما أدى إلى سقوطه لضعفه.
تمكن فريق البحث من تحديد صاحب مركبة "التوك توك" وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأشار إلى قيامه عقب ذلك برفع مركبة "التوك توك" من مكان الحادث لحدوث تلفيات شديدة بها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.