منير القادري يحاضر حول مزايا التأهيل الروحي والتربية على مبادئ الحرية
أكد الدكتور منير القادري بودشيش رئيس الملتقى العالمي للتصوف على أهمية التأهيل الروحي والتربية على مبادئ الحرية، مبرزا انعكاسهما الإيجابي على الأفراد وعلى وحدة وتماسك المجتمع، كما بين دورهما الهام في تعزيز سبل التنمية البشرية، وتثقيف الأفراد والجماعات والعمل على تأهيلهم فكريا.
جاء ذلك خلال مداخلته في الليلة الرقمية الرابعة والسبعين، ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية التي تنظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال.
وأكد “القادرى” في مستهلها أن الحرية حقٌ طبيعي لأي إنسان، وعليها قامت الشرائع و الأديان، وأن الإسلام طبَّق مبدأ الحرية تطبيقاً أصيلاً في تشريعه لحرية الاعتقاد والمعتقد، مستشهدا بقوله تعالى { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ }.
وأضاف أن الحرية من صميم دين الإسلام، لأنها أعزّ شيء على الإنسان بعد حياته، وأن الشريعة جعلت كل مسلمٍ حرًّا عزيزًا كريمًا لا سلطان لأحدٍ عليه غير سلطانها؛ وأن حريته مُطلقة ما لم يُخِلَّ بواجباته تجاه ربِّه ودينه وبني ملَّته والخلق أجمعين، وتابع أن من أراد أن يُحسِن سِياجَ الحرية فليستمِع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى فرضَ فرائِضَ فلا تُضيِّعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدُوها، وحرَّم أشياءَ فلا تنتهِكوها، وسكتَ عن أشياء رحمةً غيرَ نسيان فلا تبحَثوا عنها»؛ حديثٌ حسنٌ، رواه الدارقطني وغيرُه.
و أشار إلى أن من أهم النماذج على الإطلاق للحرية الإنسانية هو ذلك النموذج الفريد المتمثل في الصحابة، والذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الإسلام و من العبودية لذاتهم وشهواتهم إلى عبادة الرحمان، موردا الكلمات المشهورة للصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب (ض) عندما وقف مع أصحابه أمام النجاشي يجيبه عن سبب اضطهاد الوثنية القرشية للمسلمين.