أبعاد أيدولوجية.. هل سينجح مُقترح التسوية في حل أزمة "الشيخ جراح"؟
لا يزال عشرات أو مئات الفلسطينيين وداعمين لهم من اليسار الإسرائيلي يتظاهرون أسبوعياً في الحديقة العامة في حي الشيخ جرّاح بالقدس، كل أسبوع ضد إجلاء سكان الحي لمصلحة المستوطنين.
الغضب الذي لم يتوقف منذ أشهر، بسبب وضع سكان الحي المُهددين بالطرد من منازلهم بحجة أنها أملاك يهودية تعود إلى ما قبل 1948.
اقتراح بـ"بقاء السكان كمستأجرين"
قبل أيام، قدم قضاة المحكمة العليا اقتراحاً لتسوية تفصيلية للقضية، يمكن بموجبه للعائلات الفلسطينية الثلاث المهددة بالطرد الحصول على وضع مستأجر محمي من الجيل الأول - أي بإمكانها السكن في المنزل، بحسب هذا الوضع، لجيلين قادمين، بينما ستحصل عائلة أُخرى على وضع مستأجر محمي من الجيل الثاني، ويبقى هذا الوضع صالحاً لجيل مُقبل. على أن تدفع كل عائلة للجمعية إيجاراً سنوياً يبلغ 2400 شيكل
كما يقترح قضاة المحكمة العليا منع جمعية “نحلات شمعون” اليمينية من بيع الأرض أو إجلاء العائلات طوال الـ 15 عاماً المقبلة إلى حين التوصل إلى تسوية القضية بين الطرفين.
بحسب التقارير يدرس السكان المُقترح ولم يصدروا قرارً بشأنه حتى الآن، ومن المُفترض أن يقدّم الطرفان موقفهما من المُخطط الذي عرضته المحكمة حتى 2 من نوفمبر المقبل.
أزمة أيدولوجية وقضية وطنية
لاتوجد مؤشرات حول نجاح المُقترح من عدمه، بيد أن الأزمة مُعقدة ولها أبعاد أيدولوجية أكبر من مجرد طرد من منزل، فالحديث يدور حول أيدولوجية وعقيدة راسخة بأحقية الفلسطينيين في القدس الشرقية.
فإذا كان نضال السكان من أجل البقاء في منازلهم، فهذا يمكن تحققه عن طريق المقترح، أما إذا كان النضال من أجل قضية وطنية، فسيكون هناك صعوبة من السكان بقبول المقترح الذي يحولهم من مالكين إلى مستأجرين لفترة حتى لو كانت طويلة تمتد لجيلين.
أزمة حي الشيخ جراح، عكست أيضاً بشكل صارخ "قوة المستوطنين"، ومنظماتهم وتأثيرهم الكبير على سلطات الحكومة الإسرائيلية، وعلى علاقتها بالفلسطينيين.
يذكر أن أزمة الشيخ جراح كانت أحد أسباب اندلاع المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس في مايو الماضي، وهي العملية المعروفة في إسرائيل باسم "حارس الأسوار"، وفي إطار رغبة إسرائيل في التهدئة، تم تقديم المقترح كحل مؤقت، منعاً لاندلاع توترات أخرى، في الوقت الذي تسري فيه المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس عن طريقة الوساطة المصرية لتثبيت الهدنة وإتمام صفقة تبادل الأسرى.