الكاتبة سلوى محسن تناقش روايتها «مناسك الخوف» بصالون زين العابدين الثقافى
ضمن فعاليات صالون زين العابدين فؤاد الثقافي٬ يبث في الثامنة من مساء اليوم الخميس٬ عبر تطبيق «زووم»٬ أمسية جديدة من أمسيات الصالون٬ حيث تناقش أمسية الليلة، رواية "مناسك الخوف"، للكاتبة سلوي محسن، والصادرة عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، وتدور حول تبدل الأحوال لعائلة ريفية منذ النشأة وعبر أجيال متعددة.
يتناول رواية "مناسك الخوف" بالنقد والتحليل كل من: الناقدة دكتورة فاطمة عبد الله، والناقد دكتور أنور إبراهيم، والكاتبة آيت باري، ويدير الأمسية الشاعر زين العابدين فؤاد.
كتبت سلوى محسن العديد من المؤلفات التي تنوعت ما بين القصص القصيرة، والرواية الطويلة، والنصوص الشعرية، صدر لها العديد من الأعمال الأدبية، نذكر من بينها: المجموعة القصصية "الوجه الآخر للنهر" عام 2013 عن دار الكتبي للنشر والتوزيع بالقاهرة، ورواية مناسك الخوف صدرت عام 2019 عن دار الأدهم للنشر والتوزيع بالقاهرة.
ومما جاء في رواية «مناسك الخوف» للكاتبة سلوي محسن نقرأ: «قبل احتشاد أرواح كثيرة على هذه الأرض؛ كانت البيوت تُشيّدُ من الطوب الأخضر والقش؛ بسيطة البنيان، تعلو عن الماء لكل منها بابٌ يفتحُ على النهر، وبتكرار الفيضانات وابتعاد المساكن عن الضفة؛ بات لبعض البيوت بابان؛ الأول لاستقبال الناس وقضاء الحوائج؛ قصير يُظهِر وجه الواقف أمامه وخلفه؛ هو باب النهار، والثاني عالٍ؛ منهم من يستخدمه لصد الغوائل وإدخال وحماية الخزين والماشية؛ وهو باب الليل؛ سر الميلاد والموت، منه يشيعون الأحبة ويستقبلونهم، يطل منه من أراد الاختلاء بالقمر والشجن، يقصده المشتاق لعين الله والباحث عن ضالته».
وفي موضع آخر من الرواية، تقول الكاتبة سلوي محسن: «جربتُ كمادات الماء فلم تفلح، احتضنتُ ابني ودخلنا في كفن من البطاطين، تعرّق؛ فتدفق الماء من جسده وهوت الحرارة ثم ارتفعت ثانية، ألبسته جوربه القطني بعدما وضعت فيه نصف بصلة غير مقشورة تحسبـًا لأن يكون سبب ارتفاع حرارته عدوى، بعد ساعة انخفضت الحرارة ثم ارتفعت، وضعت في باطن قدمه شاشـًا مبللًا ببياض البيض وألبسته جوربه، انخفضت الحرارة بعد ما يقرب من ثلث الساعة، ثلاث ساعات أقاوم ارتفاع الحرارة فشل الماء في خفض حرارته العالية.
لا تستاء ستي من الكحل- فهي دومًا مكتحلة- ولا من السعف لأنه طقس من طقوس الموت في قريتنا، يعود الحزناء من الجبانة بعد دفن الميت حاملين السعف الأخضر، يمرون به على الحقول أولًا، يتركون فيها رائحة الموت، يعطفون على دورهم بالحياة، تقهرها الإشارة إلى أم عبد الله، نتجاهل ستي.
نغسل وجهينا لتصير أمي كزنبقة بيضاء بعينين نجلاوين يحدهما الأزرق، أنظر في المرآة فأجدني لا نجلاء ولا بيضاء».