«عندما كان رقيبًا».. كيف انتقد أحمد عبدالمطعى حجازى ملك الترسو؟
كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي تقريرا سريا، وقت أن كان يعمل في مراقبة شئون التمثيل والمسرح بمصلحة الفنون التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد القومي يناير 1952، بعنوان "تقرير عن فرقة فريد شوقي التمثيلية وأوبريت عفريت الست".
وحل الناقد والباحث المسرحي الدكتور عمر دوارة على وثيقة التقرير الذي كتبه أحمد عبد المعطي حجازي ونشره الكاتب الصحفي أيمن الحكيم في جريدة "روز اليوسف" عام 2006، وجاء في نص التقرير "أن مسرحية الافتتاح جاءت شيئًا ضعيفا، وبناؤها واهنًا، وأقل مستوى مما كان موجودًا، أو منظرًا من شاب مكافح، جريء مثل الأستاذ فريد شوقي".
وواصل حجازي تعليقه حسب التقرير، أن المسرحية التي تعرضها الفرقة المسرحية على مسرح الأزبكية ليست في حقيقتها شيئا ذا بال أو بناء فنيا له كيان، وفيه حياة، وإنما هي مشاهد بين الغناء والرقص والفكاهة تتابع على الخشبة في عرض براق مزخرف ولكنه ليس قصة ولا صورة، ولا حتى لوحات متناسقة يربطها خيط ضئيل.
أضاف "حجازي" في نقده للعرض المسرحي، أن هذا العرض "الريفي" ليس قصة وليس مسرحية، وليس لوحات متناسقة أو بناء له سور وله جدران، ولكنها مشاهد وصور غنائية راقصة في بعضها، وتمثيلية ضاحكة في الأخرى، خفيفة الظل، ناجحة أحيانا، تزركشها الموسيقى ويوشيها خفة ظل فريد شوقي، وصوت هدى وحركات سميحة توفيق، وسامية جمال.
وترك ملك الترسو وصيته مسجلة بصوته، لبناته الخمس، منى، ناهد، مها، عبير، رانيا، واحتفظ بها في مكان أمين في غرفة مكتبه، وطلب أن لا تفتح إلا بعد رحيله، وكشف عن ذلك في حواره لمجلة "المصور" 1998، قائلًا: "لي أمنية أرجو من بناتي تنفيذها بعد وفاتي، الوصية مسجلة بصوتي في مكان أمين في مكتبي، وأنا لا أرجو ولا أتمنى أن ينشأ خلاف بين بناتي لأن من حظي السيئ أو القدر أراد أن يلعب بي أو أنا غلطان، سموها زي ما تسموها، أنني تزوجت ثلاث مرات، فعندي 5 بنات من 3 ستات، فأخشى رغم أن فيه وفاق والحمد لله تماما، أخشى من الكلمات وحتى أريح نفسي، فأنا ليس عندي الورث أو الأطيان أو العمارات التي يتكالبون عليها، يعني ما فيش حاجة أبدا والحمد لله، نفسي يفضلوا حبايب والحمد لله".