بعد فوزها بجائزة «التميز».. هدير زردق: تزيدني قدرة في التعيبر عن نفسي
كان لفوزها بجائزة التميز من «جاليري ضي» للثقافة والفنون عن لوحة «التفكيك» دور في إلقاء الضوء على موهبة الفنانة هدير زردق.
«زردق» حاصلة على بكالوريوس الفنون التطبيقية من جامعة المنصورة بدرجة امتياز «قسم جرافيك» وهي من مواليد عام 1995، وأقيمت لها معارض عدة في مختلف المحافظات.
شاركت «زردق» في صالون الشباب 2020، ومعرض جماعي بجاليري ضي (فرسان ضي الثالث) في 2021 بـ18 عملاً فنياً، ومهرجان ضي للشباب العربي 3 (2020)' بجاليري ضي.
كما شاركت في مهرجان «ما بعد الكورونا 2020» بجاليري ضي، ومعرض طلائع الدورة 60 (2020) بجمعية محبي الفنون الجميلة، وصالون أبيض وأسود 2020، ومعرض «طبعة فنية» 2020 المقام بجمعية محبي الفنون الجميلة، ومعرض مسابقة الشباب للفنون البصرية بالإسكندرية عام 2018 وعام 2021 الدورة 8، ومعرض جائزة نوار للرسم 2017، ومعرض أجندة الدورة الرابعة عشرة 2021، ومعرض رؤي 2 بالإسكندرية 2018 بمتحف الفنون الجميلة، ومعرض فني دولي green-root (online) 2020.
التقت «الدستور»هدير زردق، وأجرت معها حواراً حول مسيرتها وفوزها مؤخراً بجائزة «ضي»:
ماذا تمثل لك هذه الجائزة؟
فوزي بـ«جائزة التميز» يشجعني على الاستمرار في مسيرتي الفنية وأطوّر منها وتزيدني قدرة في التعيبر عن نفسي أكثر، من خلال أعمالي الفنية.
ليتك تحدثينا عن بداياتك مع الفن التشكيلي وكيف كان المشوار؟
كانت البداية منذ الصغر كنت أحب الرسم وأشارك في الأنشطة الفنية دائماً في المدرسة، كان بابا وماما دايما بيساعدوني ويشجعوني إني أرسم وأطوّر من رسمي، كان ليهم دور كبير كانوا بيجيبولي الألوان والفرش كنت بحب أرسم الشخصيات الكرتونية وبعدين بدأت أطور أكتر من موهبتي أرسم طبيعة صامتة والبورترية والموضوعات المختلفة ده كان في مرحلة الإعدادية والثانوية كنت مقررة إني عايزة أدخل فنون جميلة كان هدف ليا وأتحقق ومرحلة الجامعة.
كانت بداية مشواري الفني تعلمت الأساليب الأكاديمية والتصميم وبدأت أشتغل على نفسي أكتر بشكل مختلف وأبحث أكتر في المدارس الفنية وأتفرج كتير على الأعمال الفنية وبدأت أجرب تقنيات مختلفة لحد ما وصلت لأسلوبي الخاص في مشروع تخرجي «تضاد» اتخرجت بترتيب الثاني على قسم الجرافيك شعبة التصميمات المطبوعة وبتقدير جيد جداً مرتفع ومشروع التخرج امتياز وترتيب الثاني في مشروع التخرج وأخدت الاتجاه السيريالي في التعبير عن أفكاري.
وساعدني في ده أستاذي دكتور محمد نبيل عبد السلام رئيس قسم الجرافيك في جامعة المنصورة، كان دايما بيشجعني، وخلاني أفكر بشكل مختلف لحد ما وصلت لأسلوبي الخاص، ودايماً كان بيرشحني للمعارض وده كان بيشجعني، وتم ترشيحي في مسابقة فنية تبع الجامعة وأخذت مركز أول رسم في أسبوع الفتيات الخامس 2020 بجامعة الفيوم وحصلت على ميدالية ذهبية بدأت أشارك في المعارض الفنية من 2017 وزيارتي الدائمة للمعارض الفنيةو المتاحف فادني كتير وبدأت رحلة فنية جديدة بعد تخرجي بحاول أطور من رؤيتي وفني دائماً.
في أعمالك الجماعية المعروضة حالياً بقاعة ضي للفنون هناك الكثير من رؤى التفكيك التي تجمع بين مدارس ومذاهب فنية مختلفة فلأي المدارس الفنية تنتمي هدير زردق؟
أنتمي إلى المدرسة السيريالية لأنها تميزت بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري، كما أنها تهدف إلى إطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية، تخدم فكرة التضاد في الإحساس وهذا ما أردت التعبير عنه في أعمالي الفنية بشكل لا يتعارض مع أفكاري السيريالية.
في الفن التشكيلي تهدف إلى التعمق في اللاشعور للبحث عن مصدر إلهام للفنان بعيداً عن حكم العقل، فقد رأى أندريه بريتون أنّ اللاوعي هو نبعٌ للخيال وأنّه يمكن تحقيقه من خلال الشعراء والرسامين على حدٍ سواء.
ولأن السيريالية لها من العمق ما يمكنه بعثرة الواقع ودمجه في الخيال المجرد، وظهور ما لا يمكن ظهوره في الواقع، فقد اعتمدت في أعمالي الفنية على إدخال كيانات لها من الكبر في الحجم ما لا يتماشى مع الواقع، وتصوير زحام الأفكار بالقطع المتناثرة هنا وهناك وتصوير الأفكار الداخلية بأكوام من الكراكيب القديمة.
ما بين السياسي والرمزي وتلك الرتوش والألوان الشبحية على المسطح الأبيض في غالبية لوحاتك، ليتك تحدثينا عن أي المدارس الفنية كان لها التأثير الطاغي في أعمالك ورؤيتك للضوء والظل وبالتة الألوان؟
التضاد يحيط بنا ويتمثل في كثير من الأشياء وإن لم يكن ملحوظاً، ده الموضوع اللي أتناولته في أعمالي الفنية، فالتضاد بين الأبيض والأسود يعطي الحالة الشعورية المراد توصيلها عن التضاد، وبما أن المشاعر الإنسانية أكثر أهمية من أي جوانب أخرى في أغلب الأوقات قد نجد الإنسان يحمل في دواخله مشاعر متناقضة ومتضادة.
ومن هنا فقد تناولت في تنفيذ العمل الفني بعض المشاعر المتناقضة والانفعالات بالتعبير عنهم بمجموعة من العناصر المتضادة، منها على سبيل المثال لا الحصر: الكرسي الكلاسيكي المزخرف الذي يظهر بزهوه وجماله، بجانب عربات قديمة متهالكة، وبعض من أدوات الخردة القديمة، بتصوير ذلك من خلال تضاد العناصر بين القديم والحديث وتضاد الأحجام.
وكذلك الإضاءات في العمل الفني، وتعدد العناصر في تراكيب غنية بأشكال متعددة ومختلفة، ذلك لتحقيق فكرة التناقض والتضاد في مجمله العام، وتناولت مسألة التضاد بين اللونين الأبيض والأسود وهو ما يخلق حالة من الانسجام في مجملة ثم يتبين للفنان، ومن بعده المتلقى ما ينتجه هذا الانسجام من تمايز وتباين والحالة الشعورية في الكتل والفراغ ومن توزيع حالات الأبيض والأسود في العمل الفني.
تأثرت بمن؟
من فناني الغرب رمبرانت الملقب بفنان الضوء وجيوفاني باتيستا بيرانيسي وسلفادور دالي.
كيف ترين مستقبل الفن التشكيلي في ظل هذه الأشكال من تناص في الرؤية والفورم وحتى الموضوعات والأحداث المنثورة في غالبية الأعمال، هل هو تقليد بحت أم إفلاس في رؤية الفنان/الراسم؟
يقول الشاعر الأمريكي عزرا باوند: «إن العمل الفني المثمر حقاً هو ذلك الذي يحتاج تفسيره إلى مائة عمل من جنس أدبي آخر. والعمل الذي يضم مجموعة مختارة من الصور والرسوم هو نواة مائة قصيدة »، هذه العبارة تقول إن العمل الفني الحق هو الذي يوحي بكونه أكثر من عمل فني، لأن الإبداع في فن من الفنون لا بد من أن يدفع المنتجين في الفنون الأخرى إلى المزيد من الإبداع.