قبل تطويرها.. جولة بقرية «حسن فتحي» في سنوات الإهمال (صور)

إنجاز حقيقي لوزارة الثقافة المصرية يتمثل في تطوير قرية حسن فتحي المعماري المصري العظيم والذي بنى قريته بالكامل على نسق واحد مستخدما الطوب اللبن والمحارة من الطين والرمل وهي البيئة الصحية التي كان يؤمن بها حسن فتحي وعلى أساسها صمم القرية والمسرح على الطراز الروماني والمسجد والبيوت.

وكانت القرية بالكامل تعاني التصدع في أجزاء كبيرة منها خاصة المسرح الروماني والمسجد الذي هجر خوفا من انهياره في أي لحظة والبيوت التي سقطت بعض قبابها وغيرها.

وعلى مدار سنوات طويلة كانت هناك محاولات لترميم القرية منها محاولات لرئيس جهاز التنسيق الحضاري سمير غريب، وكلها باءت بالفشل، حتى أن المسرح الروماني امتدت إليه الحشائش وأشواك "العاقول" وغيرها لعدم اعتناء أحد أو اهتمامه بها، وتم وضع العروق الخشبية تحت قباب المساجد لمنعها من الانهيار بعد التشققات الكبيرة في أجسام البناء.

أما عن القرية فقد أنشأها حسن فتحي في أربعينييات القرن الماضي، وبدأ المشروع ببناء 70 منزلا لكل منزل سمته المميز حتى لا يتشابه مع الآخر ، وراعى حسن فتحي أن تكون ناك مسافات رحيبة أمام ابواب المنازل وقام بتصوير كل بيت بسور قصير طوله متر كما روعيت منافذ التهوية وحي تدخل إلى البيت ستجد باحة كبيرة تدخلها الشمس يوميا ومنها تتفرع حجرات إلى الداخل.

اعتمد فتحي في تصميه للبيوت على الخامات والمواد المحلية كما روعيت فيها الخصوصية لكل منزل حتى لا ينكسف ما بداخله، أما الأسقف فكانت عبارة عن قباب اعتمد فيعها على الالواح الخشبية.

في القرية هناك ثلاث مدارس قمسها فتحي واحدة للاولاد اولأخرى للبنات والثالثة لتعليم الحرف اليدوية من غزل ونسيج وفخار وغيرها.

المسجد عبارة عن مساحة كبيرة جدا وحين تدخل منا لباب ستجد بابا صغيرا يفضي لسلم يصعد المؤذن عليه ليعتلي المأذنة،وراعى فتحي أن يكون السقف به قباب روعي فيها الفن الإسلامي.

كما يبدو في الواجهة قصر حسن فتحي الثقافي المغلق منذ فترة طويلة جدا، وبعد المراحل التطويرية التي شهدتها القرية فربما يعود كل هذا ليبقى شاهدا على عمارة المعماري العظيم حسن فتحي.

وكانت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، قد تفقدت مشروع إحياء وترميم المباني التراثية بقرية القرنة وهي المسرح، الخان، والمسجد، واستمعت إلى تفاصيل عن المشروع من المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وممثلي وفد اليونيسكو بمكتب القاهرة الدكتور بشر إمام، سما مصطفى، زياد عامر، المهندس عماد فريد مدير المشروع بالشركة المنفذة، في حضور محمد عبد القادر خيري نائب محافظ الأقصر، وعلاء عبد الجابر رئيس مدينة القرنة، وقيادات وزارة الثقافة الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الدكتور فتحى عبد الدهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة.

وقالت وزيرة الثقافة، إن مشروع إحياء وترميم المنشآت ذات الطابع المعماري المتميز بالقرنة يعد إنجازا جديدا للثقافة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة وأن حلم رائد فن العمارة حسن فتحي يتحقق بعد أكثر من 70 عاما.

وأضافت أن المشروع يعد تجربة رائدة للحفاظ على إرث ثقافي ومعماري هام، مشيرة إلى أنه نموذجا مميزا للعمارة البيئية التي تستخدم الخامات المحلية لضمان بقائها وإدارتها بشكل جيد.