مع تحذير السيسي للشباب من التدخين.. حكاية «التبغ المسخن» وخدعة الإقلاع المسرطنة
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم وسلكت الدولة اتجاها قوميا للحفاظ على صحة المواطنين العامة من خلال إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية، منها مبادرات فحص وعلاج الأمراض المزمنة التي تهدف إلى الكشف المبكر عن الضغط والأمراض التي يخلفها التدخين مثل ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الرئة والصدر.
لم تكتفي القيادة السياسية بتلك المبادرات، ووصل لتحذير من الرئيس عبد الفتاح السيسي شباب وزارة النقل الذين انهوا تدريبهم في الكلية الحربية من التدخين، أثناء كلمته عن مخاطر التدخين على المواطنين وناشد المواطنين بالحفاظ على الصحة والامتناع عن التدخين وتجنب أضراره.
على الرغم من ما تقوم به القيادة السياسة في مجال الصحة، هناك من يعبث بصحة المواطنين مثل شركات التبغ التي تسعى لجنى الأرباح على حساب الصحة العامة وتروج لمنتجات تتسبب في العديد من الأمراض مثل الأمراض المزمنة التي تسعى الدولة للحد منها لأنها تهلك المواطنين وتستهلك الصحة والاقتصاد وتعمل على هدم ما تقوم به الدولة من بناء المواطنن والحفاظ على صحته العامة، عبر الترويج لمنتجات جديدة من التبغ تسمى بـ"التبغ المسخن"، تستهدف الشباب وتروج لأكاذيب جديدة متمثلة في أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين، وهو كلام ليس له أساس من الصحة.
منتجات التبغ المسخن ابتكرتها قطاعات صناعة التبغ في العالم تحت اسم المنتجات الجديدة أو البديلة عن التدخين، وتستهدف الشباب في المقام الأول.
وبحسب تقرير الاتحاد الدولي لمكافحة مرض السل وأمراض الرئة، فالمواد الكيميائية الناتجة عن منتجات التبغ المسخن (HTPs ) تشبه المواد الناتجة عن السجائرالتقليدية، لافتا إلى أن قطاع صناعة التبغ والسجائر الإلكترونية تستعين بمنصات التواصل الاجتماعي، ورعاية الفعاليات، وإضافة النكهات لجذب الشباب بشكل مقصود في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والتي تهيمن عليها صناعة التبغ بصورة متزايدة.
وأوضح التقرير أن منتجات التبغ والنيكوتين الجديدة والناشئة تطرح تحديات مهمة وجديدة في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والتي تعاني من قصور في الموارد وتعتبر الظروف الخاصة التي تشهدها تلك البلدان، كارتفاع معدلات استخدام التبغ، وعدم اكتمال خطوات تبني وتطبيق تدابير الإتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ “FCTC WHO” وضعف آليات الانقاذ ومحدودية الموارد المالية والبشرية، والمراحل المبكرة من وباء التبغ بشكل عام، فرصة لصناعات التبغ والنيكوتين للترويج للإدمان، وخصوصا بين الشباب.
وأشار التقرير إلى أن منتجات التبغ المسخن (HTPS) يستخدم معها جهاز لتسخين تبغ مضغوط ومواد كيمائية لإنتاج رذاذ قابل للاستنشاق، وقد يأتي التبغ في عبوات أو مقابس سجائر مصمَم خصيصا يسمى "هيت ستيكس" وظهرت هذه المنتجات جديدة في الفترة الأخيرة بشكل كبير وزاد من انتشار الأجهزة بشكل خاص خلال الخمسة أعوام الأخيرة.
وكان الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، أكد أن التدخين هو السبب الأساسي للسرطان، وضيق الشعب المزمن الذي يعاني منه بعض الأشخاص، وتليف الرئتين، وكل أنواع التدخين متساوية في الآثار الجانبية ولا يوجد نوع آمن فيه، وهو نوع من الإدمان، ولا يوجد دولة أو لجنة علمية أو طبية يمكنها أن تُقر التدخين.
وأوضح أن السيجارة الإلكترونية ليست أفضل من السجائر العادية، وحتى التبغ المسخن أيضًا مضر، وبها مواد مسرطنة، وتؤدي إلى تليف الرئتين والسرطان، والتبغ المسخن ليس آمنًا بالمرة و به مادة محظورة تمامًا.
وتابع رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، أن هناك بعض الوسائل التي كانت بعض الجهات تعتمدها إلى حين الإقلاع عن التدخين، ولكن لا يجب أن يعتاد الإنسان على مادة أخرى بديلًا عن التدخين لأن هذا يعتبر تحولا من إدمان إلى إدمان، مشددًا على أن الشركات المصنعة للسجائر تدعي أن المادة المسببة للسرطان هي مادة القطران الموجودة في ورق السجائر الذي يشتعل مع التدخين، ولكن السيجارة بها 3400 مادة كيميائية.