رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذا دبلومات: الطائرات الأمريكية تعمل على متن سفينة حربية يابانية الخريف المقبل

جريدة الدستور

كشف الجنرال ديفيد بيرغر قائد مشاة البحرية الأمريكية عن أن الطائرات المقاتلة (إف-35 بي) بسلاح مشاة البحرية الأمريكية ستعمل قبالة سفينة حربية يابانية في موسم الخريف القادم، فيما يعتبر خطوة هامة في قدرة الجيشين على العمل معًا، وهي القدرة الحاسمة في الأزمات المحتملة مع الصين أو الجزر الجنوبية الغربية لليابان.

وحسبما ذكرت دورية (ذا دبلومات) المتخصصة في الشئون الآسيوية، أعلن تقرير أصدره معهد البحرية الأمريكية في عام 2019 أن حكومة آبي شينزو، رئيس الوزراء الياباني السابق، قد تواصلت مع مشاة البحرية الأمريكية بشأن إمكانية تشغيل طائراتها من على متن اثنتين من سفنها الهجومية من المروحيات الكبيرة، على الرغم من أن أيًا من السفينتين لم تبدأ بعد في إجراء التعديلات التي قد تتطلبها عملية الإقلاع على سطحهما.

ويتعين على اليابان، التي تطلق على حاملاتها البرمائية الكبيرة اسم "مدمرات مروحيات الهليكوبتر" لأن حاملات الطائرات غالبًا ما ترتبط بالعمليات العسكرية الهجومية، إجراء تعديلات على أحدث طائرتين من فئتي (إزومو) و (كاجا) لمحاكاة مقاتلات (إف-35 بي)، والتي تتمتع بقدرة إقلاع عمودية أو قصيرة ويمكنها أن تقلع من مدرجات الطيران القصيرة دون مساعدة المقاليع. إلا أنه حتى يمكنها القيام بذلك، تكون للطائرات قدرة تحمل أقصر للرحلة، ويمكن أن تحمل أسلحة أقل عندما لا يتم إطلاقها من المقاليع الخاصة.

وتم الانتهاء من تعديلات (إزومو) في وقت مبكر من موسم الصيف الحالي، وبالتالي من المحتمل أن تستقبل السفينة الطائرات الأمريكية قريبًا. ومن المقرر أن تبدأ التعديلات على (كاجا) بحلول نهاية العام الجاري.

وعلى الرغم من أنها تفتقر إلى المدى والقوة بالأجنحة الجوية التي يمكن أن تستوعبها حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة والتي تعمل بالطاقة النووية، إلا أن الحاملات اليابانية الصغيرة مناسبة تمامًا لبيئة العمليات الأرخبيلية حول الجزر اليابانية، بما يعني أنه في حالة وقوع صدام بين الصين واليابان بشأن الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي، بما يشمل جزر سينكاكو المتنازع عليها.

وتلتزم الولايات المتحدة بمساعدة اليابان والدفاع عن أراضيها وفق معاهدة مبرمة بين الجانبين، في حالة أي نزاع أو صدام تتورط فيه اليابان، لذلك قد تكون قدرة الطائرات الأمريكية على استخدام مدرجات الحاملات اليابانية واستكمال أجنحتها الجوية ميزة مهمة.

ودفع التفوق العسكري الصيني المتسارع وخطابها العدائي تجاه كل من اليابان وتايوان، القادة اليابانيين إلى البدء في الحديث العلني عن مصالحهم الاستراتيجية في الحفاظ على استقلال الجزيرة. وذلك في الوقت الذي يتعين على السفن الحربية الصينية التي تريد الوصول إلى غرب المحيط الهادئ، أن تمر عبر المضيق الضيق بين جزر ريوكيو اليابانية، وهو ما قد يزيد احتمالية حدوث النزاع بين الصين واليابان.

وعقدت اليابان وتايوان أول محادثات أمنية مشتركة بينهما في نهاية أغسطس الماضي. وفي حين لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، ناقش كبار المشرعين من كلا الجانبين الأنشطة الأنشطة العسكرية الصينية المتزايدة في المنطقة والتعاون العسكري المحتمل مع أطراف أخرى من بينها الولايات المتحدة.

وفي معركة افتراضية واسعة النطاق حول مصير تايوان، من المرجح أن تشارك حاملات الطائرات الأمريكية القوية بضربات عميقة ضد أهداف بحرية داخل ما يسمى سلسلة الجزر الأولى، بينما من المحتمل أن تركز قوات البحرية الأمريكية وقوات الدفاع المدني اليابانية على الدفاع عن تلك الجزر لمنع السفن الحربية والغواصات الصينية من العبور عبر المحيط الهادئ، بما يعني أن قدرة طائرات سلاح البحرية الأمريكية على الإقلاع من مدرجات السفن اليابانية يمكن أن توفر مرونة حاسمة لقوات الحلفاء في حالة حدوث هذا السيناريو.