هاني عبد المريد ينتظر روايته الخامسة «عزيزتي سافو» عن هيئة الكتاب
تصدر قريبا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أحدث إبداعات الكاتب هاني عبد المريد، رواية جديدة تحت عنوان "عزيزتي سافو"، تصميم الغلاف للفنان حسين جبيل. والرواية هي الخامسة لـ هاني عبد المريد حيث سبق وصدرت له روايات: كيراليسيون ــ أنا العالم ــ محاولة الإيقاع بشبح ــ في منتصف الحلبة
بجانب مجموعاته القصصية: إغماءة داخل تابوت ــ شجرة جافة للصلب ــ تدريجيًا وببطء ــ عمود رخامي في منتصف الحلبة ــ ومن شرفة بيتهوفن .
وهاني عبد المريد يكتب بقلم شديد الثقة مما يلحظه ويفوت على الآخرين ببساطة؛ يلتقط التفاصيل الملقاة على أرض حياتنا اليومية، ليصنع منها لوحات قصصية شديدة الحساسية عن الطموح الإنساني لبلوغ أقصى أهداف الحياة، وعن العجز والشيخوخة والفقد، ولوحات عن أبطال تخطوا الكهولة ووقفوا على حافة الشيخوخة وهم يرون أحلامهم وأفكارهم ومشاعرهم تمضي أمام أعينهم.
ومما جاء في روايته الأحدث "عزيزتي سافو" للكاتب هاني عبد المريد نقرأ:"كيف تُكتب الروايات؟ كيف تعمل هذه الآلة، متى تتراصُّ الكلمة بجوار أخرى، يكتمل سطر فآخر، تمتلئ الصفحات...ظلَّت الأسئلة تدور في رأسه، تُولِّد العديد من أدوات الاستفهام، وتزيد من حيرته.
أغلق برنامج الكتابة أمامه، فكَّر بينما يتصفَّح حسابه على فيسبوك، إذا كانت الرواية مسحة من روح كاتبها كما يتخيَّل دومًا، كيف تتكوَّن هذه المسحة؟ في صغره كان يهتم بمعرفة كيف تعمل الأشياء، يبحث ويقرأ ويجرب، صار يعرف بالتفصيل كيف تسقط الأمطار، كيف يعمل القطار البخاري، كيف ينتقل الصوت عبر الأسلاك، كيف تعمل الصواريخ ومركبات الفضاء، الهواتف النقَّالة، نظَّارات الواقع الافتراضي، أجهزة الأشعة المقطعية، الطائرة بلا طيار... يعرف كل ذلك، ويعرف أكثر، كتب ونشر روايتين من قبل، لكنه ما زال لا يمتلك حقيقةً يقينيَّةً نحو الطريقة، متى تَمنَحُكَ الرواية نفسها، في الضيق أم الفرح، في الشِّدَّة أم الرخاء، في الصِّحَّة أم المرض، في الفقد، الثقة، التوتر، اليقين، اليأس..
الرواية ابنة كل ذلك، ربما هذا ما يزيد من حيرته، يدرك أنها تتشابه والموت، ويحاول طوال الوقت الهروب من هذه الحقيقة، يدرك أن لا منطق لها، ربما لهذا يقف حيالها بنفس الحيرة، يملأه نفس الرهبة والشعور بالغموض الذي يستشعره تجاه الموت.. كيف تُكتب، من أين تأتي، كيف تتكوَّن وتنساب تفاصيلها تدريجيًّا داخل روحه؟".