غانيات «محفوظ».. عندما يصبح الفقر والعوز مبررا لللسقوط
في كتاب عن نجيب محفوظ صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته" الصادر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، للكاتب رجاء النقاش، أكد صاحب نوبل للنقاش بأن علاقته بالمرأة والجنس بدأت فى فترة مبكرة من حياته، فقبل أن يدق قلبه للمرة الأولى وهو على أعتاب المراهقة كانت علاقته بالبنات لا تزيد على مداعبات تتجاوز الحد أحياناً، هذه التجاوزات البريئة تصطدم بالإحساس الدينى وهو على أشده فى تلك الفترة، لدرجة أننى كنت أتوجه بالتوبه إلى الله يومياً . وأعيش فى عذاب مستمر من تأنيب الضمير ".
يصف نجيب محفوظ فى كتاب رجاء النقاش “ صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته”، قائلا: قبل الزواج كنت أعيش عربيدا.
وفي مقطع آخر يقول:"كان زواجى من " عطية الله "عملياً، بمعنى أننى اخترت الزوجة المناسبة لظروفى، لم تنشأ بيننا قصة حب قبل زواجنا، كنت بحاجة إلى زوجة توفر لى ظروفاً تساعدنى على الكتابة ولا تنغص حياتى ، زوجة تفهم أننى لست كائناً اجتماعياً، ولا أحب أن أزور أحداً أو يزورنى أحد، وأننى وهبت حياتى كلها للأدب . ووجدت فى " عطية الله " تلك الصفات.
إحسان شحاتة
ومن أبرز تلك الشخصيات التى قدمها نجيب محفوظ ، جاءت إحسان شحاتة " في القاهرة الجديدة التى تحولت لفيلم"القاهرة 30"، وقدمتها الفنانة سعاد حسني بدور بنت ضحية الظروف المنحطة ، والأب الذي فقد كل القيم لدرجة ان يبيع ابنته لمن يدفع تحت مبررات العوز والفقر ، لتتزوج أحسان من محجوب عبد الدايم أشهر ”قرني "شهدته السينما، الفتى الريفي الذي باع كل شيء من أجل تحقيق أهدافه .
حميدة “زقاق المدق”
مازالت أصوات غانيات نجيب محفوظ يثرن الدهشة والغرابة، يسيرن في شوارع المدينة بتجاربهن واحباطاتهن ومبرراتهن التى كانت صكا للتعاطف معهن، هذا ماسنجده في “حميدة” أبرز شخصيات رواية " زقاق المدق " عام 1947 التى تربيها امرأة تناديها طوال الوقت على أنها أمها، ولا تعرف لها أماً بل والناس يلقبون الأم طوال الوقت بـ " أم حميدة "، التى تسكن الزقاق.
نفيسة “اخت الرجال”
نفيسة بطلة “بداية ونهاية” الرواية الثامنة لنجيب محفوظ، فتاة فى الثالثة والعشرين من عمرها وتعمل خياطة بعد أن رحل أبيها ولديها من الأشقاء حسن – الذى يرفض العمل – وحسين وحسنين الطالبين فى مدرسة التوفيقية الثانوية، “نفيسة” يقودا العوز إلى السقوط بئر الرذيلة حتى تمارس البغاء دون توقف ، وعندما يتم ضبطها تقرر ان تنهى حياتها بنفسها.
جليلة والست زبيدة
في عالم “بين القصرين” التى جاءت بعد "بداية ونهاية" بست سنوات، اتجه فيها محفوظ لكتابة السيناريو ثم عاد لعالم الرواية، فالنساء فى بيوت العوالم مثل جليلة والست زبيدة " السلطانة " دورهم وحياتهم هكذا.