فى ذكرى وفاته.. مات كفيفا وأجاز الأزهر فيلمه «حياة وآلام السيد المسيح»
انتهت مسيرته الفنية الحافلة بالعديد من الأدوار السينمائية والمسرحية والإذاعية بإصابته بالعمى جراء تعرضه لانفصال شبكي في عينيه، يجبره على السفر إلى ألمانيا وهناك يفقد بصره، وهو أشهر من أدى دور الأرستقراطي غليظ القلب، والمعبر في أجلي الصور عن مقولة "يملكون الأرض وما عليها"، وربما ما يؤكد هذا دوره الذي أداه في فيلم “رد قلبي”، وأول من جسد شخصية السيد المسيح في فيلمه "حياة وآلام السيد المسيح" في العام 1938 وشاركته البطولة الفنانة سميحة أيوب.
إنه الفنان أحمد علام والذي تحل اليوم الذكري التاسعة بعد الخمسين، لرحيله عن عالمنا، حيث توفي في مثل هذا اليوم عن عمر ناهز الثالثة والستين، وكان الفنان أحمد علام من أوائل مؤسسي الفرقة القومية والتي تحولت لاحقا إلي "فرقة المسرح القومي".
الفنان أحمد علام ابن عمدة قرية "سندبيس" بمركز قليوب، هو أول من أسس نقابة للتمثيل، حيث حرص علي تأسيس حركة فنية تقوم علي الأسس العلمية٬ فقدم ترجمات لعديد من الدراسات التي تتناول فن التمثيل وأسسه وقواعده، ففي عددها الصادر بتاريخ ٢٢ فبراير 1926 نشرت مجلة المسرح٬ ترجمة بقلم أحمد علام٬ لدراسة كتبها الممثل الإنجليزي السيز "هنري إرفنج".
وفيها يشرح معاني "فن التمثيل" والنهج الذي يجب علي الفنان أن يتبعه لينجح في عمله٬ ومن هذه الأسس كما ذكرها "علام" في مقاله: أن يكثر من تمارينه ويستعيدها حتي تتغلغل في أعماق العاطفة٬ وينفذ إلي سريرتها حتي يحصل إلقاؤه علي اللهجة الملائمة للشخصية الواجب تمثيلها٬ فإذا فرغ من ذلك يذهب إلي التياترو لا ليعطي تأثيرا مسرحيا لدراسته فحسب٬ بل ليسلم نفسه إلي ومضات إحساسه الملهم٬ وإلي كل ما يثيره فيه من إنفعالات. ثم كي لا يضيع ما أوحي إليه سدى٬ تعمل ذاكرته في هدأة فترات الراحة عليىاستذكار نغمة صوته ومعاني ملامحه وعمله.
ويؤكد أحمد علام في نهاية الدارسة علي أنه: نفهم من هذا أن المثل السائر الذي يقول بأن (الحياة قصيرة والفن كبير) له مغزى ثابت جليل٬ فكلما تقدمنا في السن كلما تكشفت لنا صعوبات مهنتنا. إن إظهار الإنسان يفكر بصوت عال هو أصعب مهام فننا٬ لأن الممثل الذي لا يملك دوره تماما ولكن يتلوه بحذق ومهارة فقط٬ يكون مزيفا وكلما انتبه إلي الكلمات وأغفل الأفكار التي تمليها كلما كان أشبه بآلة تتكلم.
وبحسب الكاتب الدكتور ياسر ثابت، عن فيلم "حياة وآلام السيد المسيح"، أن الأزهر في ذلك الوقت قد أجاز إنتاج الفيلم، والذي كتب له السيناريو الأب أنطون عبيد، وراجعه الدكتور طه حسين.
قدم الفنان أحمد علام العشرات من الأدوار السينمائية من بينها أفلام: "وداد" مع كوكب الشرق أم كلثوم عام 1936. "الماضي المجهول" عام 1946 وشاركه البطولة ليلي مراد وأحمد سالم، وفي هذا الفيلم قدم دور الطبيب المعالج لبطل الفيلم حسن. فيلم "رجل لا ينام" عام 1948 وفيه قدم دور الدكتور عزت. وغيرها العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية. وكانت آخر أعماله سنة 1959، في مسرحية دموع إبليس، ليحصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في عيد العلم سنة 1960. كما مدرباً لفن التمثيل بجامعتي القاهرة والإسكندرية، ثم مستشاراً للتمثيل في جامعة الثقافة الحرة .