أواجه صعوبات كثيرة.. ما حكم اعتراضي على قضاء الله؟.. لجنة الفتوى تجيب
ورد سؤالا إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عبر البث المباشر، من سائلة تقول: هل يغفر لي الله عندما أقول لماذا هذا يا الله، ثم أستغفر وأتوب إلى الله كثيراً، تزوجت في عمر متأخر 37 سنة، ولم يحصل إنجاب، وأنا خائفة، أعرف أن الرزق من عند الله أنا محجبة، وأقرأ القرآن كل يوم أدعو الله كل يوم بالأذكار، وأحيطكم علماً بأني لم أحصل على أي شيء بسهولة صحتي، دراستي، زواجي، أقول دائما هذا قدري، ولكن أتشاءم في بعض الأحيان، أنا وزوجي بدأنا نواجه مشاكل في عملنا؟ ما حكم الدين على اعتراضي أحيانا على قضاء الله؟.
من جانبها، قالت اللجنة، إنه لا يجوز الاعتراض على قضاء الله تعالى وقدره، ومن تاب من ذلك تاب الله عليه، وعلى المسلم أن يسعى ويأخذ بالأسباب ثم يرضى بالنتائج، وفي ذلك خير له، فأولاً نسأل الله تعالى أن يغفر لك ويتوب عليك وييسر لك كل أمر عسير، ولتعلمي أن على المسلم أن يسعى ويبذل جهده ويأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى النتائج المحمودة، ولا يجوز له أن يعترض على قضاء الله تعالى وقدره.
وتابعت اللجنة: فالله تعالى لا يُسأل عما يفعل، ولا مُعقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولكن عليك أن تكوني على ثقة تامة بأن كل شيء يجري عليك هو لحكمة يريدها الله سبحانه وتعالى، وهو في مصلحتك وخير لك في العاجل أو الآجل، ولكن ربما تغيب عنك الحكمة أو لا تظهر لك في الحال.
واستدلت اللجنة بما جاء عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
نصائح لمن يعترض على قضاء الله
وأشارت اللجنة إلى أن الذي ننصح به بعد تقوى الله تعالى لمن يعترض على قضاء الله هو المحافظة على الفرائض، وما استطعت من النوافل وأعمال الخير، والابتعاد عما نهى الله تعالى عنه، ولا تشغلي نفسك أيها السائلة بالتفكير في هذه الأمور، وتفاءلي خيراً تجديه إن شاء الله تعالى ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره التشاؤم والطيرة.
واستشهدت الدار بما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة، ويقول صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم وغيره.