عادل موسى: القصة القصيرة لا يمكن التنبؤ بأحداثها ولا نهايتها
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لآخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
وحول هذا الأمر قال الكاتب الشاب عادل موسى لــ"الدستور": هل نهاية العمل الأدبي تكون جاهزة ومحددة منذ البدء في الكتابة؟ أعتقد أنني هنا سوف أتحدث عن عملية الكتابة بالنسبة لي، فالأمر قد يختلف من كاتب لآخر. في القصة القصيرة والتي اختبرتها في عدد لا بأس به من القصص، وأطلقت بعضها من خلال مجموعة قصصية تحمل اسم (مدن الجن التي لا تنام) فإنني أستطيع القول إن القصة بأكملها وليست النهاية فقط كانت وليدة لحظتها، قد يكون هناك مشهد عالق في الذهن أو حدث في الذاكرة البعيدة استعدته، لأقوم فورًا بالكتابة، لكني أبدا لا أعرف ماذا سأكتب فضلًا عن معرفة النهاية.
وتابع "موسي" مضيفا: أتذكر أنني ذات مرة كنت عائداً إلى المنزل مع زوجتي وكنا نقضي بعض الحاجيات المنزلية المعتادة، وعندما كنت أفتح باب المنزل ضربتني الفكرة كالصاعقة، وهو الوصف القريب جداً مما حدث، فقد دخلت المنزل وألقيت بما في يدى سريعاً واتجهت إلى غرفة المكتب لأفتح جهاز اللابتوب الخاص بي وأشرع في الكتابة، مرت ثلاث ساعات قبل أن أرفع رأسي وأدرك ما حدث وكأنني غصت في نوم عميق.
واستطرد موضحا: إذن القصة القصيرة بالنسبة لي لا يمكن التنبؤ بأحداثها ولا نهايتها. لكن الرواية بالطبع تختلف فمن المعروف أن كاتبها يكون قد أعد لها جيداً وحدد خطوطها الدرامية وإلى أين سيتجه بالأحداث، رغم ذلك أشك أنه يعرف النهاية تحديداً، بالنسبة لى اختبرت الأمر في روايتي التي انتهيت منها مؤخراَ وهي (حلم الآنسة واو) والعجيب أن الأمر لم يختلف أبداً عما يحدث لى اثناء كتابة القصة القصيرة سوى أنها كانت تحتاج لعدد من جلسات الكتابة وليست جلسة واحدة، لكن الأعجب من ذلك أنني أعددت بالفعل للرواية وحددت خيوطها الدرامية، وعندما شرعت بكتابتها خرجت رواية مختلفة تماماً لا تشارك ما خططت له سابقاً سوى في الاسم الذي حتى قمت بتعديله من (رحلة الانسة واو) إلى (حلم الانسة واو) لتناسب الأحداث والنهاية التي كانت مفاجئة لي أيضاً اثناء الكتابة وعند لحظة النهاية، هذا الأمر يجعلني أعتقد ان الكاتب لديه شريك غير مرئي، في القديم أطلق عليه الشعراء اسم شيطان الشعر، وقد يكون في القصة والرواية شيطان، لكني أحب الاعتقاد أنه ليس شيطان، بل مجرد مخلوق خفي جميل أشبه بالملاك!