الكاتبة صفاء عبد المنعم: طالما العمل لم ينشر فهو فى حالة كتابة مستمرة
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة صفاء عبد المنعم: "أحيانًا يكون العمل الأدبى في الرواية مكتمل حتى النهاية في الكتابة الأولى، ولكن عند المراجعة وإعادة القراءة إذا تم إضافة شخصية أو حدث جديد، ربما تتغير النهاية أو تظل، فالمسالة نسبية، وأحيانًا أنهي الرواية عند حدث مهم، ويكون هو الخاتمة الغير متوقعة، كل ذلك يحدث عند القراءة الثانية والثالثة، وطالما العمل مازال في يد المبدع يمكن أن يحذف أو يضيف ويغير".
وأوضحت "عبد المنعم": مثلًا في رواية "من حلاوة الروح" التي كتبتها بالعامية المصرية، ونشرت عام ٢٠٠٠، كنت أبحث عن نهاية بخروج جميع السكان من البيت، ولكن وجدت بعد ذلك أن خروجهم في جنازة الرئيس جمال عبد الناصر أقوى تأثيرًا وأكثر جمالًا.
وفي رواية "ستي تفاحة" صدرت عام ٢٠٢٠، كانت النهاية هي وفاة الجدة، وعندما انتهيت منها، جعلت النهاية هي البداية والبداية رحلتها فأصبحت هي النهاية، وهكذا.
أما في القصة القصيرة المسألة تختلف قليلًا ربما تظل النهاية كما هي أو يظل النص كاملًا منذ أن كتب ولا يتم فيه الحذف أو الإضافة، فهو نص مكتمل بذاته، فالمسألة نسبيه وتختلف من كاتب لكاتب، ولكن بالنسبة لي طالما العمل لم ينشر فهو في حالة كتابة مستمرة.
من جانبه، قال القاص الشاب محمد الحديني: العمل الأدبي هو قالب التعبير المكتوب عن تجربة شعورية أو حياتية أو تخيلية يعيشها الكاتب ويعكسها على الورق في هيئة رواية طويلة أو قصة قصيرة أو قصيدة أو مسرحية أو غيرها من أجناس الكتابة الأدبية قديمة كانت أو حداثية.
وتعد النهاية أو الخاتمة ركنًا رئيسيًا أو قاسمًا مشتركًا أكبر في أي عمل أدبي، ولذلك هي صعبة الصياغة؛ لأنه يجب أن تأتي متناسقة ومتسقة مع السياقين الزماني والمكاني ومع الشخصيات ومع الحبكة ومراحل الصراع والتأزم المختلفة، ولذلك يحدث أحيانًا أن نجد كاتبًا يقول أنه غير النهاية أكثر من مرة في مرحلة التنقيح والمراجعة الأخيرة السابقة على مرحلة الطباعة.
وبالنسبة لي، فنهايات أو قفلات القصص القصيرة جدًا التي أكتبها أحرص دائمًا أن أجعلها صادمة وغير متوقعة أملًا في استثارة ذهن ومشاعر المتلقي، وبناء عليه فالأمر كله محكوم برضائي عن النهاية، فأحيانًا تأتي النهاية كما خططت لها من البداية وأحيانًا أخرى أضطر إلى تغييرها بالكامل، وتغييرها بالكامل قد يستدعي معه تغيير بنية النص برمته.