أطباء يكشفون لـ«الدستور» السيناريوهات المتوقعة لـ«موجة كورونا الرابعة»
دخلت مصر الموجة الرابعة لفيروس كورونا، وسط تحذيرات طبية من التخلى عن الإجراءات الاحترازية فى ظل ارتفاع معدل الإصابات خلال الأيام الماضية.
وتحدث عدد من الخبراء فى مجال الصحة، لـ«الدستور»، حول تصوراتهم للوضع الوبائى فى الموجة الجديدة، وأعراض الإصابة، وكيفية التعامل مع تحورات الفيروس، وسبل الوقاية من العدوى.
الأرق والاكتئاب ضمن الأعراض الجديدة
وقال حسام فتحى، طبيب بفريق العزل السابق بمستشفى إسنا التخصصى بالأقصر، إن المستشفيات بدأت تستقبل إصابات جديدة بكورونا منذ أسبوعين، مضيفًا أن أعراض الإصابة التى ظهرت عليهم تتشابه مع الأعراض التى كانت تظهر فى الموجتين الأولى والثانية، وهى الصداع المزمن وفقدان الشهية والرشح والسخونة، مع بعض أعراض بالجهاز الهضمى، مثل آلام فى البطن وقىء، كما ظهرت أعراض اكتئاب وأرق عليهم.
وأشار إلى أن الموجة الرابعة ستكون أشرس بسبب تخلى المواطنين عن الإجراءات الاحترازية، ومع إقامة حفلات يحضرها الآلاف دون أى تباعد اجتماعى أو التزام بالكمامة، إضافة إلى ازدحام الشواطئ والأماكن العامة، لذا سيكون معدل الإصابة مرتفعًا مقارنة بالموجات الثلاث السابقة، متوقعًا أن تكون الحالات الخطرة والوفيات أقل.
وأضاف: «تراجع معدل الوفيات يعود إلى تلقى نسبة كبيرة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة اللقاح، وهم الفئة التى سجلت أعلى معدل وفيات فى العالم منذ انتشار الجائحة».
ونوه بأن الخوف الأكبر هو من ظهور إصابات كثيرة بالمتحور الجديد دلتا فى مصر، إذ يعد من أخطر تحورات كورونا، حتى الآن، لأنه يحارب جميع اللقاحات الموجودة، بعد أن سجلت الدول الأجنبية إصابات به لحاصلين على لقاحات.
وطالب «فتحى» الشباب بالالتزام بالإجراءات الاحترازية من كمامة وتباعد اجتماعى وغسل الأيدى طوال الوقت، منوهًا بأن أغلب الشباب لم يتلقوا بعد لقاح كورونا، لذا لابد لهم أن يحرصوا على صحتهم، لأن خطر الوفاة بسبب الفيروس لا يتوقف على كبار السن فقط، مطالبًا أى شخص يشعر بأعراض «برد» عليه بالتوجه لأقرب معمل تحاليل لإجراء التحاليل المناسبة وإجراء مسحة فى المراكز المعتمدة؛ للتأكد من إصابته بالفيروس من عدمه.
وأشاد بجهود الدولة فى زيادة عدد الحاصلين على اللقاح وخطتها للتوسع فى تلقيح موظفى الدولة والهيئات التعليمية قبل بدء العام الدراسى الجديد، مطالبًا المواطنين بعدم الالتفات للشائعات، التى يتم تصديرها عن الفيروس، والسرعة فى تسجيل بياناتهم على الموقع الإلكترونى للقاح، لأنه الوسيلة الوحيدة لوقف الجائحة وبدونه ستكون هناك موجات أكثر وأشد شراسة.
سامح سمير: التحورات أكثر شراسة والحل فى الكمامة
بدوره، طالب الدكتور سامح سمير، الإخصائى بمستشفى حميات أسوان، بالاستمرار فى الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات لمواجهة الموجة الرابعة من فيروس كورونا التى بدأت منذ أسبوع تقريبًا.
وأوضح «سمير» أنه يجب الإسراع فى عملية تطعيم المواطنين باللقاحات المتاحة والموجودة حاليًا للحد من انتشار الموجة الجديدة، متوقعًا تزايد أعداد الإصابات مقارنة بالموجات الثلاث السابقة.
وأضاف: «كلما تحور الفيروس تراجعت شراسته وأتوقع زيادة عدد المصابين، ولكن فى هذه المرحلة لن تتكدس المستشفيات وستزداد الحالات فى العزل المنزلى فقط، ولن نكون بحاجة إلى عناية مركزة أو أجهزة تنفس صناعى».
وتابع: «عملية التطعيم تسير بشكلٍ جيد، حاليًا، ويجب على جميع المواطنين تلقى اللقاح، والبعض يزعم أنه قادر على الحفاظ على نفسه دون تلقى اللقاح، وهذا غير صحيح، فاللقاح عامل مساعد أيضًا لتقوية الجهاز المناعى للجسم فى مواجهة الفيروس».
محمد حلمى قنيبر: اللقاحات ستقلل حدة الإصابات
وتوقع الدكتور محمد حلمى قنيبر، طبيب مكافحة العدوى بمستشفى كفر الشيخ العام، أن تكون ذروة الموجة الرابعة من الإصابات بفيروس كورونا فى شهر سبتمبر المقبل، موضحًا أن هذه الموجة قد بدأت بالفعل فى الوقت الحالى.
وأشار إلى أن الإصابات فى الموجة الرابعة ستكون أقل من مثيلاتها فى الموجات الثلاث الأولى، وذلك بفضل اللقاح الذى وفرته وزارة الصحة للمواطنين بمختلف أنواعه، مع تطعيم الفئات الأكثر احتياجًا.
وقال: «على من يشعر بأى أعراض تشبه البرد والإنفلونزا العادية أن يمتنع عن التطعيم لمدة شهر، حتى لا يتفاعل اللقاح مع البكتيريا أو الفيروسات المسببة للأعراض». وتابع: «التطعيم له أهمية كبيرة فى الوقت الحالى لمنع حدة الإصابة بفيروس كورونا، ففى حال أصيب الشخص بالفيروس بعد حصوله على التطعيم، فإن الأعراض ستكون بسيطة، ولن يحتاج المصاب فى معظم الحالات إلى علاجات صعبة أو الحجز بمستشفى، لأن التطعيم سيوقف حدة الإصابة، مهما كان نوع اللقاح».
محمد محمود: انتهاء الموجة مطلع يناير 2022
وذكر الدكتور محمد محمود، أستاذ علم المناعة بكلية العلوم بجامعة المنوفية، أن موجة الانتشار الرابعة لفيروس كورونا بدأت، وستستمر لمدة ٤ أشهر وفق التوقعات، موضحًا: «ستكون الذروة فى خلال شهرى نوفمبر وديسمبر، وستنتهى فى يناير ٢٠٢٢».
وقال «محمود»: «عدد المصابين بالفيروس بدأ فى الارتفاع حاليًا، وهذا ما توقعه منحنى التحليل الإحصائى»، لافتًا إلى أن أغلب الإصابات الجديدة ستكون بالمتحور الجديد «دلتا بلس»، الذى انتشر منذ فترة فى عدد كبير من دول العالم.
وأضاف: «تقصير المواطنين فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية قد يجعل الموجة الرابعة هى الأشد عنفًا»، منوهًا بأن مؤشر «جوجل» لمراقبة الحركة فى مصر أكد تكدس المواطنين خلال شهرى يوليو الماضى وأغسطس الجارى فى مراكز التسوق بنسبة ١٠٠٪، وفى المواصلات العامة بنسبة ٢٥٪ وفى مواقف السيارات بنسبة ٥٠٪ وفى الشواطئ بنسبة ٢٥٪.