رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: السير فى الطريق يحتاج إلى تصحيح البدايات فتصح النهايات

 الدكتور على جمعة
الدكتور على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن سيدنا ابن عطاء يقول: «من أشرقت بدايته أشرقت نهايته»، مضيفا أن «من أشرقت بدايته» هو هنا  يتكلم عن قضية تصحيح البدايات، حتى يصح السير في الطريق، فتصح النهايات، وتصحيح البدايات يكون بالبداية مشرقة، كيف تكون البداية مشرقة؟، قالوا: بأمرين: بالتخلي والتحلي، فالتخلي من كل قبيح، والتحلي بكل صحيح.

وأضاف جمعة: هيا بنا نسير ومعنا هذا البرنامج، أولًا ندرب أنفسنا على أن نخلي قلوبنا من القبيح، وأقبح القبيح "الكبر"؛ فالنبي ﷺ يقول: «لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر»، ومن القبيح "الحسد"، وقد نهانا رسول الله ﷺ عن ذلك حيث قال  «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، وكونوا عباد الله إخوانًا»، ونهانا عن "الغيبة، والنميمة" والإمام النووي ينبهنا على أن هناك غيبة ونميمة قلبية، يعني لساني لم يتحرك بغيبة أحد ولا نميمة أحد، ولكن هناك غيبة ونميمة قلبية، وذلك بالتعالي على الآخرين، وباحتقارهم، وبوضعهم في وضع فيه بطر للحق.


وتابع: أحاول أن أخلي قلبي من كل هذه الصفات القبيحة، القلب لا يعرف الفراغ، لا يعيش في فراغ، إذا ما خليناه من الكبر، ومن الحسد، ومن الحقد، ومن الغيبة والنميمة، ومن التعالي، ومن التبرم، ومن الغضب ، ومن الغيظ؛ فإنه تحل مباشرة مكان هذه المعاني، يحل الحب، والتواضع، والكرم، والجود، والفرق بين الكرم والجود؛ أن الكرم هو عطاء لمن طلب ، أما الجود فهو العطاء من غير طلب؛ ولذلك كان رسول الله ﷺ ليس كريمًا فحسب، بل إنه كان جوادًا، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان كأنه الريح المرسلة.


وأوضح: الجود فيه عطاء من غير طلب، ومن غير مقابل، ومن غير موجب لهذا العطاء، أما الكرم ففيه عطاء، ولكن عندما يطلب منك الإنسان، أو أن هناك موجبًا قد دفعك وجعلك تفعل هذا، والتخلية والتحلية، إذا حدثت تخلية القلب من القبيح، وتحلية القلب بالصحيح، يحدث ما يسمى بالتجلي وهو ما نسميه بالإشراق؛ وهو نور يتجلى للإنسان في قلبه، يفتح على الإنسان وكأنه يرى الله، «اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك» ويراقبك، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، وكما قيل: رأيت الله في كل شيء، يعني رأيت أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، وهو القادر، وهو الذي إليه المنتهى، و«مَنْ أشرقت بدايته» كيف تشرق البدايات؟ بالتخلي والتحلي، بالذكر والفكر، ثم بعد ذلك يحدث التجلي وهو الإشراق، من كان هكذا حاله «أشرقت نهايته»، فاللهم اجعلنا من أولئك الذين أشرقت بدايتهم حتى تشرق نهايتهم.