موكب المومياوات نموذجا.. كيف عززت مصر ريادتها كوجهة سياحية عالمية؟
تمكنت الدولة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من تعزيز قدرة مصر وإمكانياتها سياحيا من خلال خطة متكاملة لاستغلال ما تضمه مصر وتحتويه من وجهات سياحية مميزة تبهر العالم كله، وكذلك ما تحويه من آثار لحقب زمنية مختلفة والتي تعد مصدرا هاما لجذب السياح إليها من مختلف دول العالم، ومن خلال العديد من المشروعات و المتاحف والأحداث الهامة، والتي كان من أبرزها موكب المومياوات الملكية، الذي جذب أنظار العالم كله إلى مصر وحضارتها الخالدة.
وهو ما أكدته غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، أن الدولة تعمل على تعزيز ريادة مصر كوجهة سياحية من خلال ما تملكه من مقومات بشرية وسياحية متنوعة، والمحافظة على الإرث المصري الفريد للأجيال القادمة، مؤكدة أن استراتيجية الوزارة تحظى باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال افتتاح مشروعات أثرية وسياحية متعددة .
و يأتي النجاح المصري الكبير في هذا القطاع الهام، رغم التداعيات السلبية الاجتماعية والاقتصادية التي لحقت بالعالم أجمع نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد وبالأخص في القطاع السياحي الذي كاد ينهار نتيجة توقف حركة الطيران بين الدول نتيجة الحظر الكلي والجزئي الذي فرضته الدول للحد من انتشار الوباء وتحجيم عدد الاصابات.
- استغلال أزمة كورونا في تطوير القطاع السياحي
و قد كانت مصر أيضًا من الدول التي عانت من هذه التداعيات السلبية لفيروس كورونا المستجد، ولكن بقدر محدود نتيجة الخطة الاقتصادية الحكيمة التي كانت تتبعها والتي جعلتها تدير هذه الازمة باحترافية غير مسبوقة.
في هذا الصدد قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن القيادة السياسية اتخذت إجراءات عدة لإنقاذ القطاع السياحي ومحاولة تنشيطه بالقدر الذي يعوض الخسائر التي لحقت به مع بداية ازمة كورونا عام 2020، لذلك جاء التوجيه والاهتمام بضرورة الاهتمام بالأماكن السياحية والتراثية وافتتاح العديد من المتاحف الجديدة، كجزء من دعم القطاع السياحي وحتى عودة السياحة بكامل قوتها ونشاطها من جديد.
وأوضح "الشافعي" أن السياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية المتأثرة بأزمة فيروس كورونا المستجد، حيث خسر القطاع تقريبا 3.5 مليار دولار خلال 2020، ومع التوجيه بتوفير اللقاح للعاملين في القطاع بدأ الوضع في التعافي مع عودة الحركة الطبيعية بالتدريج للقطاع.
- افتتاح وبناء المتاحف الجديدة والاكتشافات الأثرية عزز مكانة السياحة المصرية
وأضاف أن القيادة السياسية ، قد استغلت حركة التوقف التي حدثت في العالم بشكل مختلف حيث وضعت خطتها لافتتاح وبناء المتاحف الجديدة وتعزيز قدرات الاكتشافات الأثرية والتي أبهرت نتائجها العالم أجمع خلال 2020 رغم أزمة فيروس كورونا، وكذلك وضعت خطتها في دعم أي مشروع يصب في صالح السياحة بأي شكل كان، وبذلك تكون مصر وجهة سياحية مطلوبة بعد عودة الحركة السياحية مرة أخرى وهو ما حدث بالفعل، وكذلك استغلال الحدث المبهر لموكب المومياوات الملكية والذي جذب أنظار العالم كله إلى مصر في انبهار كبير بحضارتها الخالدة.
وكانت من ضمن هذه النتائج عودة السياحة الروسية إلى مصر مرة أخرى بعد توقف استمر لـ 6 أعوام تقريبا لتعود مرة أخرى في توقيت مميز يثبت قدرة مصر على نجاحها في استقطاب الوفود السياحية القديمة والحديثة بقدراتها وآثارها ومتاحفها المميزة.
- عودة السياحة الروسية نجاح جديد ومتميز لمصر
من جهته قال الخبير السياحي مجدي سليم، إن عودة السياحة الروسية من جديد يمثل أهمية كبرى لمصر ونجاح جديد لقطاع السياحة المصري توافقه مع تطلعات رغبات السياح، خاصة وأن السياحة الروسية كانت موجودة بكثافة قبل توقفها حيث وصل عدد الزوار الروس إلى 3 مليون سائح في السنة وكان هذا اكبر نسبة للسياح في مصر.
وأوضح سليم أن مصر تذخر بالعديد من الأماكن السياحية والأثرية التي تمثل مصدر جذب هائل للسياح، سواء من خلال الاكتشافات الاثرية التي كان يتم الإعلان عنها بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، أو من خلال المتاحف الجديدة التي يتم افتتاحها في مدن جديدة لم تضمها من قبل.
- إضافة نشاط سياحي بالمنطقة الاستثمارية بالصف
كما مثل أن قرار مجلس الوزراء بالموافقة على مشروع المنطقة الاستثمارية بالصف ، إضافة النشاط السياحي إلى الأنشطة المصرح بمزاولتها داخل المنطقة الاستثمارية، القائمة بناحية الودي في مركز الصف بمحافظة الجيزة، ليمثل دعما جديدا لقطاع السياحة وزيادة في ثقل المحافظة التي تزخم بالعديد من الأنشطة والمعالم الأثرية والتراثية.
وعلق الخبير مجدي سليم على هذا النشاط الجديد أن القيادة السياسية تسعى لزيادة الأنشطة السياحية لمحافظة الجيزة باعتبارها بداية النهضة الاثرية حيث تشمل الاهرامات وأبو الهول ومتحف الفضاء والمتحف الكبير وهرم سقارة، مضيفًا أن المحافظة بها كم هائل من التراث الأثري، وإضافة هذا النشاط السياحي للمنطقة سيكون له صدى كبير يدعم قطاع السياحة.
- مركب المومياوات الملكية.. إبهار جديد للعالم بحضارة مصر
وكان م أبرز الأحداث التي ساعدت على تعزيز مصر سياحيا عبر العالم.. انطلاق موكب المومياوات الملكية المهيب لنقل 22 مومياء ملكية عبر شوارع القاهرة، وضم الموكب عددًا من المومياوات الملكية ترجع إلى عصور الأسرة السابعة عشرة، والثامنة عشرة، والتاسعة عشرة والعشرين من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، ومن بين الملوك «رمسيس الثانى، سقنن رع، تحتمس الثالث، سيتى الأول، حتشبسوت، ميريت أمون، أحمس وزوجته نفرتارى».
وتمت إزاحة الستار عن الكباش التي تتوسط الميدان، وإضاءتها مع المسلة وجميع عمارات وواجهات الميدان والطرق المؤدية إلى المتحف، وإطلاق أعيرة نارية عند انطلاق الموكب تحيةً للملوك العظماء.
ومر الموكب في مسيرته عبر كورنيش النيل وسور مجرى العيون، تتقدمه خيول وعجلات حربية، بالإضافة إلى استعراضات فنية، بمشاركة مجموعة من مشاهير الفنانين.
وحظى الموكب بتغطية إعلامية خاصة، ونقلته على الهواء مباشرة 400 قناة تليفزيونية عالمية، فضلا عن حضور عدد من كبار الشخصيات الدولية.
وتم تأمين المومياوات بشكل كامل عبر وضعها في كبسولات وترميمها بالشكل المناسب.
- يتصدرها متحف الحضارة.. أبرز المتاحف الجديدة
من أبرز المتاحف الجديدة التي دخلت الخدمة في مصر المتحف القومي للحضارة، والذي يضم مجموعة أهم المقتنيات الأثرية المعروضة، والتي تعبر عن العصور المختلفة "القديمة والوسطى والحديثة" من تاريخ مصر الحضارى، وتتضمن كافة تفاصيل المتحف وتوضيح أهداف إنشاء المتحف ورسالته في إحياء التراث.
كما يضم قاعة المومياوات الملكية، والتي جاء التصميم الخاص بها ليكون أشبه بالمقبرة، ويتم بها عرض بعض المعلومات حول كل مومياء من المومياوات الملكية، وبيانات الأشعة المقطعية التي توضح كيفية وفاة كل ملك وملكة.
وتتضمن القاعة المركزية في المتحف المصري الجديد حضارة مصر بداية من 35 ألف عام قبل التاريخ، ومرورًا بالعصور الفرعونية والإغريقية وكذلك العصور الرومانية والقبطية والإسلامية والمعاصرة، وتضم نحو 1600 قطعة أثرية.
وكذلك متحف شرم الشيخ والذي يعد أول متحف للآثار المصرية بمدينة شرم الشيخ ويقع على مساحة 191 ألف متر مربع وتم افتتاحه العام الماضي، ويتكون من 6 قاعات عرض ومبنى إداري ومبنى للمطاعم ومساحة للمتاجر ومسرح مكشوف واستراحة للعاملين.
ومنها أيضا متحف الغردقة وهو أول متحف أثري بالمدينة ويقع بالقرب من مطار الغردقة الدولي جنوب المدينة، كان الهدف من إنشاؤه جذب مزيد من السائحين إلى المدينة السياحية والجمع بين السياحة الترفيهية والثقافية، ومنح الفرصة للسائحين الذين يفضلون السياحة الشاطئية، للتعرف على تاريخ مصر بمختلف العصور.
- الاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير
و في الوقت الحالي يتم الاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير الذي يترقب العالم أجمع بما يحويه من آثار وتاريخ ويقع بالقرب من أهرامات الجيزة ومن المتوقع أن يكون أكبر متحف في العالم، ويضم في جناح خاص أشهر الاكتشافات الأثرية التي أبهرت العالم وهي مقبرة الفرعون توت عنخ أمون، والتي تم اكتشافها كاملة بداية من مومياء الملك المحنطة وتابوتها وقناعه الذهبي وأكثر من 5000 قطعة أثرية.
يقع المتحف على مساحة 117 فدانا منها 45 ألف متر للعرض المتحفي، فمن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100،000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، ويضم مكتبة متخصصة في علم المصريات ومركز للمؤتمرات وآخر للأبحاث ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا.