بسبب الاستعداد الجيني والقلق الزائد .. أمهات يُصبن بمرض التوحد
يُصاب عدد من السيدات عقب الزواج أو التعرض للولادة للإصابة بمرض نفسي نتيجة لوجود استعداد جيني لديهن يعمل على ظهور المرض بالطبع لديها، وخلال السطور التالية نتحدث عن مرض التوحد لدى الأمهات من خلال حالة تم رصدها عبر موقع «الديلي ميل» البريطاني.
تواجه الأم موقف لا تحسد عليه وهو إصابة الطفل بمرض التوحد وتحارب من أجله وتسعى لبذل العديد من المجهودات لإنقاذ الطفل من هذا المرض، وتقاتل من أجل أطفالها وتنظر إلى التوحد على أنه الخصم الذي يجب عليها أن تنقذ طفلها منه.
في السنوات الأخيرة ظهر نوع فرعي جديد تكتشف فيه الأم أنها مصابة بالتوحد، فهناك عدد لا بأس به من النساء المصابات بالتوحد من الأمهات يبدأ أولاً تشخيص الطفل ثم تشخيصهن، وهناك حالات لا يتم فيها تشخيص الطفل بل نواجه المرض مع الأم فقط.
ووفقًا للموقع نشر عن حالة لأم مُصابة بالتوحد تحكى تجربتها واكتشفت ذلك بعد زواجه، وكانت فكرة الأمومة جيدة بالنسبة لها، ثم شعرت بأنها تعاني من الاكتئاب والقلق أكثر من غيرها، قامت الأم بإجهاض طفلها الأول مما أدى إلى زيادة الشعور بالقلق لديها، وفي منتصف حملها الثاني، كانت لا تستطيع الحركة نهائيا وكانت تصاب بالكثير من الهلاوس وترى سيارة تصدمها، أو أنها تسقط من مكان عالي أو تختنق.
أخبر الطبيب هذه الأم أن تعود إلى تناول مضادات الاكتئاب حتى تستطيع رعاية طفلها وكانت تحضر ورش عن كيفية رعاية الأطفال ولكن خوفها من ألم الولادة والتعب المستقبلي كانا يسيطران عليها بشكل كبير فأصبحت تعاني من بعض المتاعب النفسية.
تقول الأم: «بطبيعتي شعرت بالحب الشديد تجاه الطفل ولكني لم استطع أن اقترب منه وكان والده يفعل كل شيء يخصه لأن التوحد جعلها لا تمتلك أيا ثقة في قدرتها على الاعتناء به، ولكنها كانت تنظر له من بعيد فقط دون أن تستطيع الاقتراب منه كما وصفت الأم».
وعلق العالم "مايكل نيتشر" متخصص في علاج حالات التوحد أن الفحص الجيني لمواجهة مرض "طيف التوحد" يُصيب الأجنة الإناث ثم يؤثر عليهن خلال فترة الزواج ففحص الحمض قد يكون وسيلة للتنبؤ بتشخيص المرض حتى لو لم تظهر الأعراض.
وتابع: “يعبر اضطراب طيف التوحد عن حالة ترتبط بنمو الدماغ، وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي”.
وأوضح العالم: "وتعد العوامل الوراثية أكثر مسببات ظهور مرض التوحد و يمكن التدخل مبكرًا بالعلاج إذا تم المرض في وقت مبكر نسبيا، فالتدخل المبكر يشمل التعامل مع مشكلات تتعلق بالكلام وتعديل السلوك ومواجهة ظهور أعراض التوحد لدى النساء بعد الزواج أو الولادة".
العلاج:
لم يوجد علاج شافي بعد لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات والهدف من العلاج هو زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن من خلال الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم النمو والتعلم لديه.
يمكن للتدخل المبكر خلال سنوات ما قبل المدرسة أن يساعد الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية والوظيفية والسلوكية الحيوية ومهارات التواصل، وقد تساعد مجموعة من طرق العلاج والتدخلات المنزلية والمدرسية في علاج اضطراب طيف التوحد، كما قد تتغير احتياجات طفلك بمرور الوقت.
العلاجات السلوكية والاتصالية:
تعالج العديد من البرامج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة.
وتركز البرامج الأخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين.
كذلك يمكن أن يساعد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على تعلم مهارات جديدة وتعميم هذه المهارات في حالات متعددة من خلال نظام التحفيز القائم على المكافآت.
العلاجات التربوية:
غالبًا ما يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم.وتتضمن البرامج الناجحة مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك.
العلاج الأسري:
يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية وتعالج المشكلات السلوكية وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.
العلاجات الأخرى:
بناء على احتياجات الطفل فإن علاج النطق لتحسن مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن قد يكون مفيدًا.