صدور الترجمة الإنجليزية لرواية ياسين عدنان «هوت ماروك»
صدر حديثًا عن دار نشر جامعة سيراكيوز بولاية نيويورك٬ بالولايات المتحدة الأمريكية، الترجمة الإنجليزية لرواية الكاتب المغربي ياسين عدنان "هوت ماروك"، والتي عكف عليها خلال العامين الماضيين المستعرب الأمريكي أليكس ألينسون، رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة هانتر التابعة لجامعة مدينة نيويورك.
الطاهر بنجلون قدّم الرواية للقارئ بالإنجليزية بكلمة على الغلاف الرابع جاء فيها:"شاهدًا على عصره، كأيّ كاتب حقيقي، يرسم ياسين عدنان صورة معقدّة وقوية لمغربٍ يتجاوز فيه الواقعُ غالبًا الخيال. بكتابةٍ سلسة وجميلة، تُثري هذه الروايةُ على نحو رائع الموروثَ الإبداعي المغربي الجديد."
فيما أكّد فؤاد العروي في كلمته على الغلاف دائما:"هوت ماروك، بكل بساطة، تحفة أدبية. وهي تندرج ضمن أفضل ثلاث روايات مغربية في كل اللغات."
وكانت رواية "هوت ماروك" قد صدرت لأوّل مرة في طبعتها العربية عام 2016 عن دار العين للنشر. ووصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، جائزة البوكر العربية لعام 2017.
من خلال تتبع رحلة «رحال العوينة» يعرى الراوى في "هوت ماروك" آفات التنظيمات السياسية ومحاولات أدلجة خطابات يسارية ويمينية، وما طفح به الواقع الجامعى من فساد مستشر من أول تجنيد الطلاب من قبل الأمن لكتابة التقارير عن زملائهم، وانتهاء بفساد أساتذة الجامعة أنفسهم.
فنرى «بوشعيب المخلوفى» أستاذ الأدب العربى بجامعة القاضى عياض، بدأ حياته كفقى يحفظ القرآن للصبية الصغار، وحينما اتجهت الدولة لإنشاء الجامعات، استعانت بمعلمى المدارس الثانوية فى التعليم الجامعي، شريطة أن يستأنفوا إجازاتهم خلال أربع سنوات، المخلوفى كعقلية نقلية محافظة، استعان هو الآخر بمجهودات الطلبة فى إنجاز رسالة الدكتوراه، وبدورهم سطوا على أبحاث بعض الباحثين المشرقيين لإتمام بحث المخلوفى.
كما فضحت «هوت ماروك» كواليس العالم السرى للصحافة وما يجرى فى بلاطها، والعلاقة المحرمة ما بين السياسة والصحافة والأحزاب، خاصة زعيمَيْ حزب الأخطبوط وحزب الناقة ومن يدور فى فلكهما من أحزاب التفريخ وفق سُنّة المخزن، سُنّة خداع الشعب وخلق التحالفات المصلحية، وصنع المفاخر السياسية الواهية، بالكذب والشعارات والخطب الجوفاء الغبية.
وعن روايته "هوت ماروك"، قال ياسين عدنان في تصريحات خاصة لــ"الدستور" "الرواية تحكي قصة آل العوينة الذين غادروا بادية عبدة، خلال سنوات الجفاف المتعاقبة فى الثمانينيات، باتجاه مراكش. استقروا فى حى عشوائى يفتقر إلى أبسط التجهيزات والخدمات الصحية، وعلى رأسها المراحيض. سيعمل الأب مقرئًا للقرآن فى المقبرة المجاورة لحيهم العشوائي".
وأضاف “بعد تحسُّن ظروف الأسرة سيجدون أنفسهم فى قلب مراكش العتيقة، في حي من أحيائها القديمة ذات المبانى المتداعية الآيلة للسقوط، وما إن تزوج الابن رحال وعثر على وظيفة، هو وزوجته، حتى انتقلا إلى حى المسيرة لنكتشف معهما كيف تتعرض حتى أحياء الطبقة الوسطى الحديثة للترييف مع الأسف”.