الجامعة العربية تؤكد حرصها على النهوض بالتعاون العربي الإفريقى فى المجالات كافة
أكدت جامعة الدول العربية، حرصها على النهوض بمستوى التعاون العربي الأفريقي في جميع المجالات الفنية والعلمية والتكنولوجية في سياق آليات التعاون المشترك ومنها الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية أحد مؤسسات الجامعة العربية العريقة في مجال التعاون منذ نشأته، بهدف تمتين أواصر التعاون بين الدول العربية والأفريقية، وهي الدول التي تتأهب بكل عزم للقاء في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، في إطار القمة العربية الأفريقية الخامسة للتعاون بين الجانبين.
جاء ذلك في كلمة السفير حسن رابحي الأمين العام المساعد مدير عام الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية التابع لجامعة الدول العربية في اختتام أعمال الدورة الثانية لتدريب أطباء من جمهورية جنوب السودان، وهي الدورة التي جرت بالقاهرة في الفترة ما بين 30 يوليو الماضي و5 أغسطس الجاري بالتعاون مع مركز القاهرة للتدريب بالاعتماد على كفاءات مصرية متخصصة في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير.
وقال السفير رابحي- في كلمته- إن الصندوق تأسس كوسيلة لإلتحام القدرات العربية والأفريقية لرفع التحديات التي تفرضها التطورات والتحولات التي يشهدها العالم ، لاسيما في مجال التكنولوجيات والمعرفة، وإيماناً بأهمية التضامن والعمل العربي- الأفريقي المشترك لإحراز مقتضيات التنمية المستدامة وتدعيم المؤسسات الوطنية والإرتقاء بأدائها بما يتناسب وما تتطلع إليه الشعوب من آمال في التطور والتقدم .
وأكد على تفاني عديد المؤسسات العلمية والخبراء من الدول العربية في تقديم مساهماتهم الجليلة الهادفة لتعزيز مساعي النهوض بالمستوى المعرفي والعلمي للدول الأفريقية ، ولتحقيق الرقي الإقتصادي والإجتماعي لصالح شعوبها.
وتابع: "الصندوق ما أنفك يظهر قوة، ومصداقية، وجدية عمله من خلال الإنجازات التي حققها منذ نشأته وحتى اليوم والتي تحتسب له في ميزان المساعدات العربية للدول الإفريقية، وتمثلت حسب الإحصاءات في إيفاد آلاف الخبراء وتقديم عديد المنح الدراسية وتنظيم مئات الدورات التدريبية في مختلف القطاعات والمجالات إستفاد منها الآلاف من المتدربين".
وأوضح أن البرامج التدريبية التي يوفرها الصندوق متنوعة وتعكس احتياجات الدول المستفيدة في المجالات التي تتميز الدول العربية بخبرة فيها وهي النقل، والإتصالات، والإعلام وتكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، والزراعة، ومكافحة التصحر، وحماية البيئة، وإدارة المياه والري والثروة الحيوانية والسمكية، بالإضافة إلى تبادل الخبرة ونقلها في قطاعات الطاقة، والثقافة، والتعليم، والصناعة، والجمارك، والتسيير الإداري، وإنشاء المؤسسات الصغيرة.
وأشار السفير رابحي إلى أن هذا البرنامج المتضمن لثمان دورات والذي ستتبعه دورات متعددة لصالح دول أفريقية أخرى في تخصصات علمية شتى، يزداد أهمية بالنظر إلى موضوعه ومحوريته، إذ من خلاله سوف يتمكن كل مشارك من الإلمام بأحدث الأساليب والتقنيات المرتبطة بعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناظير وذلك من واقع الخبرات التي أعدها العلماء والباحثون.
من جانبه، أشاد نائب سفير جمهورية جنوب السودان بالقاهرة أدور أكوك، في كلمته، بعلاقات بلاده بالدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وثمن مجهود الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية في الإعداد لهذا البرنامج التدريبي الذي يعكس الإرادة الصادقة للدول العربية في تعزيز علاقات الأخوة والتضامن والتعاون مع الدول الإفريقية التي تعمل وتكد دون هوادة للوصول إلى مستويات متقدمة من العلم والمعارف تمكنها من كسب رهان التحكم في التكنولوجيا وضمان شروط التنمية المستدامة.
بدوره، أكد رئيس بعثة جامعة الدول العربية في جوبا السفير خالد عبد الغفار،في كلمته ، على الطابع الاستراتيجي للعلاقات العربية - الأفريقية وثقته في مستقبلها الواعد لما تتوفر عليه من إرادة صادقة وقدرات بشرية وامكانيات مادية معتبرة.
فيما أكد رئيس مركز القاهرة للتدريب والاعتماد الدكتور إبراهيم مصطفى - في كلمته - التزام المركز، بمساندة كل المبادرات الهادفة إلى تحسين أداء الموارد البشرية خاصة في المجال الطبي لما لإفريقيا من إحتياجات في هذا الميدان.
وعقدت الدورة في إطار تنفيذ برنامج التعاون الفني الموقع بتاريخ 26 يناير 2021 والمتضمن ثمان دورات، نظرية وتطبيقية، سيتم تنظيمها طوال السنة الجارية بجنوب السودان وبالمراكز المتخصصة بالقاهرة بتمويل كامل من قبل الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الأفريقية، إيماناً منه بأهمية تعزيز مؤهلات كوادر جنوب السودان وخبراتهم للمساهمة الفعالة في تنمية وتطوير البلاد.