«دينية الشيوخ»: مؤتمر «الإفتاء» فرصة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الإفتائية في العالم
قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن قضية الفتوى تأتي في مقدمة المؤثرات على واقع المسلمين اليوم، ولذلك كان الاهتمام بها لدى العلماء في تزايد ملحوظ في كل جهة وقطر.
وأضاف في بيان عنه، أنه منذ سنوات قليلة شهدنا تطورا كبيرا في هذا المجال بمبادرات مشكورة وجهود مباركة قامت بها دار الإفتاء المصرية، إذ يجتمع العلماء والمختصون بأمور الفتوى من كل قطر يومي الثاني والثالث من أغسطس الجاري، في مؤتمر “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون الجاد”، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بالصناعة الإفتائية وواقع المسلمين في مختلف البلاد.
وتابع عامر، أن المؤتمر الذي يشارك فيها علماء أجلاء ووفود من نحو 85 دولة يؤكد على أهمية استمرار التجديد في كل جوانب هذا العمل العلمي الدقيق، ومن هذه الجوانب مواكبة هذه الصناعة العلمية للرقمنة التي هي من سمات هذا العصر، وتعزيز أوجه التعاون العلمي بين مؤسسات الإفتاء في العالم.
وأوضح رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ عدة وسائل مفيدة لتعزيز هذا التعاون العلمي ومنها:
1ـ الاعتناء بعقد "ورش عمل" مشتركة بصفة دورية بين دور الإفتاء بعد انعقاد كل دورة سنوية لهذا المؤتمر، لدراسة حالة المجتمعات الإسلامية على نحو أكثر واقعية، بحيث يزيد من فتح الآفاق لدى المختصين في جوانب المواكبة للمستجدات، وجمعِ أكبر قدر من طرق التناول من خلال تلاقح العقول المتخصصة في هذا المجال الدقيق، مما يعمق الثقافة الإفتائية العالمية، ويعرِّف بالمستجدات في مختلف البلاد لدى كل متخصص ينتمي إلى بلد معين، ولا شك أن هذا ينتج المزيد من الدقة والسرعة في تلبية حاجات المسلمين.
2ـ يمكن أن ينبثق من "ورش العمل" إصدارٌ دوري خاص بالمستجدات الإفتائية في العالم، ولا شك أن هذه الإصدارات ستحمل مادة واقعية غزيرة الفائدة، تفتح آفاق الباحثين والطلاب في مجالات الفقه وغيره على مستجدات الواقع، وتُنَمّي فيهم ملكةَ المواكبة للواقع الذي هو ركن أساسي في صناعة عقل الفقيه.
وأشار عامر إلى أهمية إتاحة أبحاث هذه المؤتمرات المباركة، التي تعد خطوة عظيمة لحفظ أمانة الفتوى الجليلة التي هي توقيع عن رب العالمين، وتبصيرِ المسلمين بأحكام دينهم الحنيف، في زمانٍ تسور فيه المُفْرطون والمُفَرِّطون مقام الإفتاء الشريف.
وشدد على أن الواقع يتطلب إيجاد آلية منضبطة تحدد من له حق الإفتاء وواجباته، داعيا الله تعالى أن يحفظ قادتنا وعلمائنا وبلادنا، من كل مكروه وسوء.
وتعقد دار الإفتاء المصرية، تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، مؤتمرها السنوي السادس تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون» في الثاني والثالث من شهر أغسطس المقبل، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وبحضور وفود من 85 دولة، يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.
ومن المنتظر يشهد المؤتمر إزاحة الستار عن عدد من المشروعات والمبادرات المهمة التي تثري الحقل الإفتائي في الداخل والخارج، وتستشرف بها الدار والأمانة ما هو منتظر منها في المستقبل من خطط طَموح ومشروعات واعدة وفعاليات دولية وإصدارات علمية، وكل ما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، ويمنع نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة، ويعزز مسيرة العمل الوطني، فضلًا عن عرض مجموعة من الأبحاث المواكبة لمقتضيات العمل الدينيِّ.