«تنبأ له بنوبل قبل ربع قرن».. حكايات من صداقة صلاح أبوسيف ونجيب محفوظ
بين الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ والمخرج الكبير صلاح أبوسيف حكايات وأسرار فقد كانت صداقة قوية تعلم منه محفوظ كتابة السيناريو، وفرح أبوسيف بفوز محفوظ بنوبل، وحكى صلاح أبوسيف لأسرار من علاقته بصديقه نجيب محفوظ وذلك في حوار نشره فتحي عبدالمقصود في جريدة الأخبار عام 1988.
يقول صلاح أبوسيف: "كنت التقي بالأديب الكبير قبل حصوله على الجائزة مباشرة وبشكل منتظم للإعداد لروايته الجديدة "حضرة المحترم"، والتي كان يعد السيناريو لها عاطف بشاي".
يواصل: "يوم حصوله على نوبل لم تسعني الفرحة وأحسست أن الذي حصل عليها ليس محفوظ وحده، أو صلاح أبوسيف وحده، العرب كلهم حصلوا عليها، كان المناخ في هذا اليوم بالذات مكتئبًا إلى أقصى درجة، وكانت كل الصحف تتناول هزيمتنا في سول، وكان شبح الهزيمة الرياضية يعلو فوق كل الرءوس، إلى أن وقع الزلزال الذي أعاد إلينا الثقة بالنفس مرة أخرى، ولكني كنت أتوقع حصول محفوظ على الجائزة منذ ربع قرن".
يتابع: "كان لقاؤنا الأول عام 1945 وكان فيلم مغامرات عنتر وعبلة هو أول أعمالنا التي أخرجتها وكتب لها هو السيناريو، تتابعت بعدها الأعمال التي كتب لها السيناريو ومنها "المنتقم"، ولك يوم يا ظالم، وريا وسكينة، والوحش، وشباب امرأة، والطريق المسدود، وأنا حرة، والفتوة، وبين السما والأرض".
أما عن تناوله لأعمال محفوظ فيقول أبوسيف: "عندما تتناول السينما عملًا من أعمال نجيب محفوظ فإننا نجده يترك للمخرج حرية التصرف، مؤكدًا على الرؤية الخاصة للمخرج، وفي الأعمال التي كتب لها هو السيناريو كان حريصًا على التواجد في البلاتوه لمشاهدة العمل الفني أثناء تصويره إذا سمحت ظروفه بذلك، وقد حاولت أن أجعله أكثر من مرة يتدخل في رواياته التي نقدمها في السينما بكتاب سيناريو لكنه كان يرفض احترامٌا لوجهة نظر الآخرين.
أما ما يميز محفوظ من وجهة نظر صلاح أبوسيف فيقول: "نجيب معروف بروح المرح والفكاهة والسر الخفي في حياته الشخصية هو أنه يستطيع أن يعلق ويلقي بالنكتة في أي وقت".