«طالب بمنح مخترع شوربة الفراخ جائزة».. فتحي سلامة يتحدث عن صديقه توفيق الحكيم
في يوم الصداقة العالمي كتب العديد من الأدباء عن أصدقائهم، وهناك الكثير من العناوين التي طرحت تحت عنوان "صديقي"، مثل كتاب فتحي سلامة عن توفيق الحكيم.
وفي مقال لـ فتحي سلامة نشر بجريدة الأهرام تحدث عن كتابه قائلا: "بدأت كتابته في أواخر حياة توفيق الحكيم، ولم أتمه ولكني عرضته عليه كما تعودت في كل أعمالي من قبل، اختلفنا حول عنوان الكتاب، كان يريد عنوانا يوحي بخصوصية العلاقة بيننا، لأنني كنت أناديه أحيانا كثيرة بـ"بابا"، وكان على الرغم من بابه المفتوح لا يسمح إلا لقلة من الأصدقاء يدخلون عليه ليجالسونه، وكان يرفض بشدة أن يكون مثل "التحفة" التي يرغب كل من هب ودب في رؤيتها، بل كان يصد عن الحوار مع الصحفيين ويردهم بغير مجاملة".
يكمل: "وأعتقد أن أغلب الحوارات التي قرأتها مبعثرة في بعض الصحف والمجلات غير صحيحة لأنه كان رحمه الله يحب الحديث إلى أصدقائه فقط أيضًا، فهو متحدث طلق غزير المعارف والتجارب، وكانت له عادة يحب أن يحتفظ بـ"نوتة سوداء" في جيبه العلوي، وقلم من الرصاص، يسجل به ما يعجبه من كلمات قرأها في الكتب أو الصحف الفرنسية تحديدا ويراها جديرة بالتسجيل".
يواصل: "ولأن الأصدقاء المقربون إليه قليلون فإنه كان لا يعاني في أثمان المشروبات، لأنهم يعلمون مقدما أنه لن يدفع، وكنت أجلس إليه كل يوم في مكتبه بالأهرام طوال ربع قرن، فإذا حاولت أن أهرب لكي أنهي عملي كان يطلبني ليتحدث معي عن كل شيء، بداية من الاختراع العجيب وقتها "شوربة الفراخ"، التي وفرت له ثمن الدجاجة، وطالب بمنح مخترع هذه الشوربة جائزة عالمية، وفي نفس الوقت يرثى لحال كتاب الرواية لأنهم مصل صناع قوالب الطوب، وكان يسخر من بعضهم فإذا عارضته باعتباره كاتبا روائيا يقول أتحداك أن تجد لي رواية تشبه أخرى إنني أبحث عن الجديد.