مؤسس برنامج نشر ثقافة الفضاء في مصر: التقديم في «Spaceak» مجانًا للأطفال والشباب المصريين (حوار)
يحتفل العالم اليوم، بذكرى تأسيس وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وبهذه المناسبة، تحاول الدولة المصرية تطوير قدراتها في مجال الفضاء بخطى ثابتة، لكي تصبح قوية في هذا المجال، فلا زالت ثقافة الفضاء في الشارع المصري لم ترق إلى المستوى المطلوب وللتغلب على هذه المعضلة، وهناك مبادرات من بعض الشباب المصريين تدعمها الدولة لكي تتحول لبرامج ملموسة على أرض الواقع حتى يعرف النشء أكثر عن علوم الفضاء، ومن أبرز هذه المبادرة، مبادرة Spaceak لنشر ثقافة علوم الفضاء.
في السطور التالية تحاور «الدستور» يوسف شعبان رمضان، مدير برنامج spaceak لنشر ثقافة علم الفضاء.
• في البداية عرفنا بنفسك؟
اسمي يوسف شعبان أبلغ من العمر ٣٦ عاما، حاصل على ليسانس تربية رياضية وخريج البرنامج الرئاسي دفعة التنفيذيين الأولي عام ٢٠١٨.
• منذ متى بدأ ارتباطك بعلوم الفضاء وتدشين المبادرة لنشر ثقافة الفضاء؟
منذ دخول أولادي الصغار للمدارس التجريبية، وأنا أسعى لتعليمهم بعض المهارات الهامة التي تفيدهم في المستقبل، ألحقت أطفالي ببرنامج روبوت، للحصول على المهارات اللازمة التي يعطيها لهم هذا البرنامج بعدها ذهب تفكيري إلى أبعد من إفادة أولادي، حيث نظرت إلي كيفية إفادة المجتمع المصري ككل من علوم الفضاء.
وجدت أن ثقافة الفضاء لدى عموم المجتمع المصري دون المستوى المقبول، كما أن عدد الكليات التي تخرج متخصصين فضاء بشكل دقيق كأخصائي العلوم والهندسة داخل مصر قليل جدًا، فلهذا ففكرت في مبادرة لها هدفان أولًا نشر ثقافة الفضاء في المجتمع المصري، ثانيًا إدماج كافة من لديهم الشغف والقدرة على العمل في مجال الفضاء بشكل فعلي.
• كيف شرعت في إنشاء برنامج بشكل فعلي؟
تحمست لإنشاء وكالة الفضاء المصرية بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى لعام ٢٠١٨، وبعد جائحة كورونا أصبح لدي وقت فراغ كبير فلجأت إلي تنفيذ البرنامج بشكل فعلي، وساعدني على ذلك قدرتي على التخطيط التي اكتسبتها من التخرج من البرنامج الرئاسي، وتواصلت مع مكتب الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، الذي رحب بالأمر، وقام بجميع التسهيلات وكذلك تواصلت مع وزير الشباب والرياضة، وتم عقد اجتماع مع الوزير لكي يتم فيه إطلاق المبادرة بشكل فعلي.
• حدثنا عن برنامج «spaceak» وأهميته بشكل مفصل؟
برنامج “سبيسك” أي “الفضاء لك” التقديم فيه مجاني تمامًا لجميع الشباب والأطفال المصريين، ويشمل التقديم مرحلتين، المرحلة الأولى للأطفال من سن ٧ لـ١٥ عام، بينما المرحلة الثانية للمراهقين والشباب فيما بين عمري الـ ١٦ وحتى ٢٨ عام.
ويشمل البرنامج ثلاث مستويات، الأول كورسات ومحتوى معرفي يتلقاها الأطفال والشباب “أونلاين” وينقسم محتواها لشقين الشق الأول التعريف بعلوم الفضاء مثل الفلك والنجوم والغلاف الجوي.
أما الشق الثاني يتم فيه تناول كل ما يخص تكنولوجيا الفضاء، مثل الأقمار الصناعية، والأدوات اللازمة للصعود إلى الفضاء كالبدلات الفضائية وغيرها، وبعد حضور هذه الحصص يتم إجراء امتحان ومن يتجاوزه يحضر المعسكر، وهذه المعسكرات مثل الدورات مجانية تمامًا تتحمل تكلفتها الدولة متمثلة في وكالة الفضاء المصرية، ووزارة الشباب والرياضة، ولما كانت تكلفتها عالية يشترط لحضورها من يتمكن من تجاوز الامتحانات لضمان جديته.
والمعسكر مدته خمسة أيام، ويشاهد فيه الشباب تلسكوب الرصد، ويشاهدون فيه الأقمار الصناعية، كما يتعلموا تركيب أجزاء الأقمار الصناعية فيه ويتم إطلاق ال cube satellite المحلي.
والخطوة التي تلي المعسكر هي قيام الطلاب بزيارة أقرب جامعه بها أحد أقسام علوم الفضاء في مصر.
• كيف يفيد البحث في علوم الفضاء والعمل به مصر على المدى القريب والبعيد؟
توطين صناعة الفضاء في مصر أمر بالغ الدقة لا يمكن إغفاله، فبدلا من قيام مصر بشراء الأقمار الصناعية من الخارج سيتم صناعة هذه الأقمار محليًا في الداخل للحصول على الأقمار اللازمة بل وتوريدها.
كما أن التركيز على هذا العلم والصناعة الخاصة به سيوجد قاعدة إطلاق أقمار صناعية في مصر، ولا يمكننا أن نغفل أن هذه الصناعة ستوفر فرص عمل ضخمة لعدد كبير من الشباب بجميع المؤهلات التعليم ومن كافة الكليات بداية من إداريين و تنفيذيين ثم هندسين نهاية بالعمال.
كذلك أن الأقمار الصناعية تفيد في معرفة أماكن الزراعة والصناعة، والأماكن التي بها تجمعات وتكتلات سكنية والتغيرات التي تطرأ على المباني ومعرفة أماكن المعادن في الأرض.
• ما الذي تهدف إليه مبادرتك؟
الهدف البعيد من هذه المحاضرات والمعسكر الذي يليها هو أن يقرر طالب الإعدادية وطالب الثانوية العامة رغبته لدخول قسم خاص بالفلك إذا أحب المجال، لأن عدد المتخصصين في هذا المجال في مصر قليلون، كما أن هناك طلاب لا يكونوا على علم كافٍ بماهية علوم الفضاء، وبالتالي لا يلتفتوا إلي وضعها على جدول الرغبات.
• كيف ترى علم الفضاء في مصر مستقبلًا؟
أتمنى أن أجد ندوات خاصة بعلوم الفضاء بشكل دوري في كافة الأماكن التعليمية والثقافية.
وأنا متفائل خيرا بإنتاج مصر لروبوت في المستقبل، وأن يكون لمصر وجود قوي في محطة الفضاء الدولية، وحاليا مصر متواجدة في محطة الفضاء المصرية بصناعة الكاميرا المصرية المميزة ولكنني أطمح في المزيد من الحضور على هذه المحطة.