نيويورك تايمز: الولايات المتحدة في طريق الإعلان عن سحب قواتها من العراق
توجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن قبل ساعات لمطالبة الرئيس جو بايدن بسحب جميع القوات القتالية الأمريكية من العراق، بينما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين بارزين، أن الولايات المتحدة قد تلبي مطلب العراق، ولكن من الناحية النظرية فقط.
وقال مسئولون أمريكيون (حسبما نقلت الصحيفة، اليوم السبت، في سياق تقرير نشرته) إن واشنطن قد تعلن غدا الإثنين موعدا نهائيا لانسحاب القوات القتالية الأمريكية بحلول نهاية العام.
ويقول البنتاجون ومسئولون آخرون في الإدارة إنهم سيحققون ذلك عن طريق سحب عدد صغير قوامه حوالي 2500 جندي أمريكي متمركزين حاليًا في العراق، ثم يُعيدون تصنيف أدوار القوات الأخرى على الورق فقط. ليُتوج الكاظمي بجائزة سياسية قد تُرضي الفصائل المعادية للولايات المتحدة في العراق، ولكن في حقيقة الأمر سوف يبقى الوجود العسكري الأمريكي حتى لو كان مستتراً.
وقال مسئول أمريكي كبير مطلع على المناقشات الجارية: "لن تكون هناك قوات عسكرية أمريكية في دور قتالي بحلول نهاية العام. ونتوقع بعض التعديلات في القوة بما يتماشى مع هذا الالتزام".
وتعليقا على ذلك، أوضحت "نيويورك تايمز" أن الكاظمي يسعى جاهدا للتوفيق بين احتياجات ومطالب أقرب حليفين للعراق، وهما الولايات المتحدة وإيران. ففي حين تطالب الفصائل الموالية لإيران برحيل الولايات المتحدة، يقر المسئولون العراقيون بأنهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدة القوات الأمريكية.
وتتصارع إدارة بايدن بدورها بشأن كيفية العمل في بلد انجرف بشكل متزايد منذ الغزو الأمريكي قبل 18 عامًا تحت قبضة الميليشيات المدعومة من إيران وأنظمة سياسية فاسد أوصلت مؤسسات الحكومة العراقية إلى حافة الانهيار.
وتابعت: أن حكومة الكاظمي، إلى جانب العديد من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين، تفضل بهدوء بقاء حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق في شكلهم الحالي. لكن مقتل اللواء قاسم سليماني، القائد الأعلى للأمن والاستخبارات في إيران، إلى جانب مسئول أمني عراقي كبير وثمانية آخرين في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020، جعل الوجود الحالي للولايات المتحدة مستحيلًا سياسيًا وغير مرغوب فيه.
وبعد هذه الأحداث، طالب البرلمان العراقي الحكومة بطرد القوات الأمريكية - وهو اقتراح غير ملزم ولكنه أرسل رسالة قوية إلى أي سياسي يريد البقاء في السلطة، بما في ذلك رئيس الوزراء نفسه.
وفي مواجهة جائحة كوفيد-19 وأزمة الميزانية وانتشار الميليشيات المدعومة من إيران والتي خرجت عن السيطرة إلى حد كبير، لم ينجز الكاظمي سوى القليل منذ توليه منصبه قبل عامين. ويقول مستشاروه إنه إذا مُنح المزيد من الوقت فقط، فسيكون بإمكانه كبح جماح الميليشيات والقضاء على الفساد واعتقال المزيد من قتلة مئات المتظاهرين والناشطين العزل، حسب الصحيفة.
من جانبها، ألقت الولايات المتحدة مرارًا باللوم على الميليشيات المدعومة من إيران في الهجمات المستمرة على أهداف أمريكية في العراق. كما تعتقد الولايات المتحدة والعديد من المسئولين العراقيين أن هذه الميليشيات مسئولة أيضًا عن معظم عمليات اغتيال النشطاء وعن مجموعة واسعة من أنشطة كسب المال غير القانونية.
وأخيرا، أبرزت "نيويورك تايمز" أن إعلان الغد يأتي مع اقتراب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من انتهاء انسحابها للقوات الأمريكية من أفغانستان، منهيةً وجودًا استمر 20 عامًا هناك، حتى في الوقت الذي استولت فيه طالبان على عشرات المناطق في جميع أنحاء البلاد في هجوم عسكري.