متلازمة «هافانا» تنتقل إلى النمسا
تحقق وزارة الخارجية الأمريكية في وقائع إصابة نحو أربعة وعشرين من العاملين في السفارة الأمريكية في العاصمة النسماوية فيينا بأعراض متلازمة «هافانا»، والتي تتسبب في إحداث حالة من طنين الأذن المفاجئ يتبعه فقدان للاتزان والشعور بالغثيان، وهي الأعراض التي اشتكى للمرة الأولى منها دبلوماسيون أمريكيون وكنديون في العاصمة الكوبية هافانا عام 2017.
وحسب مجلة «النيويوركر» الأمريكية، ترجح الأوساط الطبية الأمريكية أن تكون تلك الأعراض ناتجة عن تعرض الدبلوماسيين الأمريكيين لموجات من الميكرويف أو الموجات الكهرومغناطيسية تطلقها عناصر التجسس المضاد على اتصالات السفارات الأمريكية في كوبا أو في بلدان أخرى، حيث تشابهت أعراض متلازمة «هافانا» الغامضة لنحو 130 موظفًا دبلوماسيًا أمريكيًا وكنديًا حتى الآن.
وقالت المجلة الأمريكية إن تلك الظاهرة الغامضة قد فتحت باب بحث طبي واستخباراتي موسع في دوائر الأمن الأمريكية نظرًا لتكرارها واتساع نطاقها بما يجعلها "استهدافية" لطواقم العمل الدبلوماسي الأمريكية وغيرها.
وأضافت أن مصادر في الخارجية الأمريكية أكدت لها أنه يتم تبادل المعلومات في هذا العرض الغامض حاليًا مع الخارجية النمساوية التي تجري تحقيقًا في الأمر بعد انتقال تلك الظاهرة من كوبا إلى النمسا، حيث أكدت الخارجية النمساوية لواشنطن أنها تتعامل مع هذا الأمر الغامض بكل الجدية الواجبة من منطلق مسئوليتها عن أمن وسلامة البعثات الأجنبية العاملة على أراضيها.
وتوصلت الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم إلى سر متلازمة «هافانا»، وهي المتلازمة المرضية التي بسببها تم سحب دبلوماسيين أمريكيين من كوبا، وكذلك من الصين عامي 2016 و2017 بعد إصابتهم بأعراض غامضة تشبه تلك الناتجة عن أمراض اختلال الجهاز العصبي والتحكمي الدماغية.
في تقرير لدورية «انتلجنس نيوز»، الأمريكية المتخصصة في الشأن المخابراتي ومكافحة التجسس، أكدت أن متلازمة «هافانا» هي في حقيقتها حزم إشعاعية من الميكرويف قد تعرض لها العاملون بسفارة الولايات المتحدة في «هافانا» والقنصلية الأمريكية في جوانزو بالصين، ونتج عنا إصابتهم بحالات غريبة من فقدان الاتزان والصمم المؤقت، وأحيانا فقد الإبصار المؤقت أو حدوث ارتجافة بصرية ليست لها أي مبررات طبية.
وفي عام 2019 تعرض دبلوماسيون كنديون في السفارة الكندية لدى كوبا لأعراض مماثلة لتلك التي تعرض لها دبلوماسيو الولايات المتحدة، وعلى إثر ذلك أخلت كندا عائلات العاملين في سفارتها بهافانا، وكان ذلك في أبريل 2019، وثارت تكهنات حول تورط استخبارات منافسة للولايات المتحدة في هذا الأمر كعمل استهدافي، وهو ما نفت حكومتا بكين وهافانا نفيا قاطعا حدوثه على أراضيهما، مؤكدتين التزامهما بتأمين مقار التمثيل الدبلوماسي بهما.