رئيس أساقفة لاكويلا: الحياة عطية ثمينة على الإنسان أن يكون حاميًا لها لا سيِّدًا عليها
قال الكاردينال بيتروكي، رئيس أساقفة لاكويلا، في تصريحات له، إن المرض الذي لا يمكن الشفاء منه ليس مرضًا لا يمكن علاجه، مشددا على أن البابا فرنسيس قد أعاد التأكيد على المحتويات الأخلاقية الأساسية وأنّ الحياة تأتي من الله، وأن الإنسان يُدعى بعد أن قد نالها لكي يقبلها ويتممها بمساعدة النعمة. لذلك فإن الحياة، منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي، تشكل عطية ثمينة على الإنسان أن يكون حاميًا لها ولا سيِّدًا عليها. وفي هذه الرؤية، لا يمكن للقتل الرحيم وكذلك للانتحار بمساعدة الغير أن يصبح شرعيًّا أبدًا.
وأضاف: "يجب أن يؤمَّن للمريض عهد علاجيّ متكامل وفعال بالإضافة إلى مرافقة روحية، نفسيّة وعلائقية سخيّة ومثابرة، و جميعنا نعرف الحالة المأساوية التي يمكن أن يجد المريض نفسه فيها بسبب الأمراض الطويلة الأمد والمؤلمة والمسبب للإعاقة، حيث يصبح الموقف أكثر إيلامًا في المرحلة النهائية وحين يتم إصدار التشخيص بعدم القدرة على الشفاء".
وتابع: "يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضًا الجانب الاجتماعي والاقتصادي. لأنّه وبحسب البعد الإنجيلي من الضروري تحريك مشاركة محبة على مثال السامري الصالح قادرة على تقديم قرب ملموس للجميع. وبالتالي من الأهميّة بمكان في العلاج ألا يشعر المريض بأنّه عبئ، وإنما أن يشعر بقرب وتقدير أحبائه. وفي هذه المهمة، تحتاج الأسرة إلى المساعدة والوسائل المناسبة".
وأكمل: "إذا علمنا أننا لا نستطيع دائمًا ضمان شفاء الشخص الحي من المرض، لكن يمكننا ويجب علينا دائمًا الاعتناء به بدون أن نقصّر له حياته، وإنما أيضًا بدون التعنُّت بلا فائدة لمنع موته. وفي هذا السياق، تسير العلاجات المخفِّفة، التي تتمتّع بأهمية كبيرة على المستوى الثقافي، إذ تلتزم بمحاربة كل ما يجعل الموت أكثر حزنًا ومعاناة، أي الألم والعزلة أما فيما يتعلق بتحديد المسارات المشتركة، فيجب ملاحظة أنه داخل المجتمعات الديمقراطية، يجب معالجة هذه المواضيع الحساسة بهدوء: بطريقة جادة ومدروسة، مع الاستعداد لإيجاد حلول، بما في ذلك تلك التقريرية والتنظيمية والأكثر تقاسمًا".