تقارير أمريكي: مشاريع مصر الطبية في إفريقيا تعيد مكانة القاهرة بالقارة
أشاد موقع "المونيتور" الأمريكي بمشاريع مصر الطبية والتنموية في إفريقيا، مؤكدا على أن هذه المشاريع تعيد للقاهرة مكانتها التاريخية ومكانتها في القارة الافريقية بشكل عام.
وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في منشور على فيسبوك 19 يونيو الجاري، عن إنشاء مشروع لمكافحة الملاريا في جنوب السودان ستموله الوزارة للشراكة من أجل التنمية.
جاء هذا الإعلان بعد أن وقع السفير المصري لدى رواندا أحمد الأنصاري في 11 يونيو مذكرة تفاهم لبناء مركز مصري لجراحات القلب في العاصمة الرواندية كيجالي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في 11 يونيو، إن المركز، وهو الأول من نوعه في شرق إفريقيا، سيوفر علاجًا لأمراض القلب والأوعية الدموية (خاصة بين الأطفال)، وتدريب الطاقم الطبي والممرضات، والبحوث الطبية الحيوية.
وقال الأنصاري خلال حفل التوقيع، إن مصر حريصة على تطوير قطاع الرعاية الصحية في رواندا وتقديم جميع أنواع الدعم، مدفوعة بالتزامها تجاه الدول الأفريقية.
وأعرب عن أمله في أن تعزز مثل هذه التحركات التعاون في قطاع الصحة وخاصة فيما يتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال "المونيتور"، إن هذه ليست الحالة الأولى للتعاون الأفريقي المصري في قطاع الصحة، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارة لجيبوتي في 27 مايو الجاري، عن إقامة مستشفى مصري في جيبوتي بالتعاون بين البلدين.
وقال هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هذه المشاريع جزء من الجهود المصرية لخدمة القارة الإفريقية واستعادة دور القاهرة التاريخي ومكانتها في القارة، وأكد على أن مصر تبذل كل الجهود في هذا الصدد بما يعود بالنفع على حوض النيل أو الدول الأفريقية الأخرى.
وأضاف رسلان، أن المشاريع الطبية التي أعلنت عنها وزارة الخارجية مؤخرًا هي جزء من خطة مصر لتقديم الخدمات أو نقل المعرفة والتدريب والخبرة إلى إفريقيا ، ونشاط أوسع يشمل تعزيز العلاقات الثنائية، مضيفا: "هذا النشاط ليس جديدًا، وسبق أن أطلقت مصر مبادرة لتوفير علاج التهاب الكبد الوبائي سي لمليون أفريقي”، ففي مارس 2019، أطلق السيسي مبادرة للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي بين مليون أفريقي في ملتقى الشباب العربي والإفريقي في أسوان.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة والسكان المصرية لـ"المونيتور"، إن "مبادرة توفير علاج التهاب الكبد C لمليون أفريقي تتركز حاليًا على ثلاث دول أفريقية، وهي جنوب السودان وإريتريا وتشاد، حيث يتلقى أكثر من 50000 شخص العلاج حتى الآن ويضاف ذلك إلى التدريب المقدم لكادرهم الطبي في إطار المبادرة المصرية، وتوفير المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة.
وأوضح المصدر، أن هناك تعاونا بين وزارة الصحة مع وزارة الخارجية المصرية لإرسال قوافل طبية وأطباء لعدد من الدول الأفريقية، بما في ذلك جنوب السودان والصومال، في إطار التعاون الثنائي لمساعدة هذه الدول على التنفيذ.
وقال رخا حسن، مساعد وزير الخارجية السابقة وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن تنفيذ المشاريع الطبية في بعض الدول الإفريقية وتقديم الخدمات الصحية المتخصصة للمواطنين الأفارقة يساعد في الترويج لهم، مضيفا: “بعض الدول الأفريقية في أمس الحاجة إلى هذه المشاريع الطبية، سواء كانت رواندا أو جنوب السودان، وذلك لأن شريحة كبيرة من السكان لا تزال تعتمد على العلاجات البدائية والعشبية، وقد رأيت ذلك بنفسي في بعض البلدان الأفريقية، وهناك حاجة للمستشفيات ومعدات المستشفيات والقوافل الطبية مع المستلزمات والأدوية اللازمة، مما من شأنه تحسين الخدمات والتنمية البشرية في هذه البلدان".
وأوضح أن "مصر تقوم بتدريب الأطباء والممرضات في بعض الدول الأفريقية (التي لم يسمها) وبناء مستشفيات ومراكز طبية مصرية في جيبوتي ورواندا، الأمر الذي يعد إضافة كبيرة للقطاع الصحي هناك".
وقال الدكتور علاء غنام، مدير برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن مصر تنفذ مشاريع تنموية في الدول الأفريقية منذ الستينيات، لكن دورها تراجع منذ بضع سنوات، ولهذا السبب" تسعى حاليا لاستعادة دورها الريادي في قطاع الصحة ودعم الدول الأفريقية و مثل هذه الخطوة تحتاج إلى استثمار استراتيجي لتحسين العلاقات وتعزيز دورنا في إفريقيا".
ويعتقد غنام أن "تصدير لقاحات كورونا إلى البلدان الأفريقية هو نطاق تعاون محتمل آخر ترغب مصر في استهدافه".
وقالت وزارة الصحة المصرية، في 17 يونيو، إن وزيرة الصحة هالة زايد ناقشت خطة لإنتاج اللقاح الروسي "سبوتنيك في" في مصر وتصديره إلى القارة الأفريقية بعد تلبية الاحتياجات المحلية.