رحيل سعدى يوسف.. هل يعيد الجدل حول من كتب رواية «ذاكرة الجسد»؟
رحل مساء أمس الشاعر سعدي يوسف عن عمر يناهز الـ80 عاما، والذي عاش حياة مثيرة للجدل، وحتى بعد رحيله ترك المزيد من الجدل قائما.
وكتب الكاتب والمحرر الأدبي صبري ممدوح، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "شهادة أمام ضميري والعقل الجمعي وإلى المهتمين بأدب أحلام مستغانمي، توفي سعدي يوسف والآن أتكلم حقيقة الأمر أنه في منتصف التسعينيات أرسل سعدي يوسف من فرنا رواية إلى أحد الناشرين المصريين تسمى الجسد، وكنت وقتها تخطو خطواتي الأولى في مجال التحرير الأدبي، فاطلعت على النص الأصلي ومازال بحوزتي، وطبع منه 500 نسخة وفجاة يتصل سعدي بالنشر ويلغي العقد ويتحمل تكاليف الطبع ويطالب بإعدامها وبعدها تظهر ذاكرة الجسد وعليها اسم أحلام مستغانمي، رحمه الله".
وتابع صبري ممدوح: "عاتبني كثير من الأصدقاء والأحباء على موت سعدي يوسف، قلتها في حياته للصحفيين وأقولها في موته للمهتمين بالثقافة، لن أعتذر، أنا لم أفعل شيئًا مشينًا، ببساطة شاعر أحب امرأة وكتب لها من حبه فيها، هايل بديع، أنا دوري أن أشير، أن أوضح، أن أحلل، لا أدين أو أحاكم أحدًا، وطالما نشر الكاتب كتابه فمن حق القارئ العادي أن يتشاكس مع النص، وأنا التقيت بسعدي مرتين وطلب مني ألا أتحدث عنه، فقلت له إني أتحدث عن نصك ونص أحلام أما حياتكم الشخصية فلا شأن لي بها، رحمه الله".
وتواصلت "الدستور" مع المحرر الأدبي صبري ممدوح والذي قال إن الرواية التى كتبها سعدي يوسف حملت عنوان "الجسد" وجاءت في حدود 200 صفحة، وهى مازالت عندي إلى الآن، ومن بعد أن أعدم الناشر ما يقرب من 500 نسخة من الرواية، وهذا بناء على طلب سعدي يوسف، ومن بعدها بسنوات ظهرت رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي".
وبالعودة لعام 2000 نشرت صحيفة البيان الإماراتية تقريرا تحت عنوان "سعدي يوسف يكشف سر كتابته ذاكرة الجسد" وجاء في التقرير "أفادت المجلة الأسبوعية (نصف الدنيا) الصادرة عن مؤسسة الأهرام في مقالة استندت فيها إلى مقال جزائري نشر في صحيفة (الخبر الأسبوعي الجزائرية) يؤكد أن كاتب رواية (ذاكرة الجسد) الحقيقي هو الشاعر العراقي سعدي يوسف استنادا على حديث قاله الشاعر لمجموعة من أصدقائه التوانسة".
وأورد كاتب المقال الجزائري كارم الشريف نص بعض ما قاله يوسف (عشت مع أحلام كل مراحل كتابتها وكانت تمدني بكل ما تكتبه، وكنت أقرأ وأعيد الكتابة، ولما انتهت أعدت قراءة المخطوط ثم أعدت كتابته ليصير كما هو عليه الآن).
وبرر سعدي يوسف موقفه في كشف هذه الحقيقة، كما أورده كاتب المقالة، (لأن ذاكرة الإنسان هي الأبقى ولأنها أعتى من ذاكرة الجسد والروح، قررت بعد ألم ما حدث معي ومحو كل أثر لي ومحاولة محوي وإغراقي في نسيان قصدته أحلام قصدا كتبت قصيدة ستظل تحكي ما حدث).
والقصيدة نشرت في ديوان (حانة القرد المفكر) الصادر في عمان 1997 بعنوان (عن اللائي يكتبن رواية مشهورة) التي جاء في بعض مقاطعها (أنت كتبت روايتك الأولى (متناسية سيرتك الأولى).. وكأن حياتك ليست بحياة (قد تكتب أوراقًا عن (أسرار) ) روايتك الأولى، لكنك أدرى منه (ومن تلك الأوراق) أدرى بتراب روايتك الأولى، هذه المقاطع الطويلة التي استشهد فيها كاتب مقالة (نصف الدنيا) من المقال المنشور في الصحيفة الجزائرية اضاف عليه تساؤلات لماذا صمت سعدي يوسف طوال هذه الفترة مضيفا فقرة تحمل تشكيكا قديما حول مؤلف هذه الرواية بـ (اعترافات سعدي يوسف هذه.ان صحت. فانها تمحو اثار ما قيل عن ان نزار قباني هو الذي كتب هذه الرواية).
جدير بالإشارة أن رواية ذاكرة الجسد صدرت طبعتها الأولى 1993 عن دار الآداب اللبنانية، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة التي تتضمن ترجمة الرواية إلى اللغات الأروبية، بالإضافة إلى الميدالية و500 دولار أمريكي.