يتضمن سوقا حضاريا ومحلات للباعة
يسابق الزمن.. «الدستور» تعايش مشروع تطوير وتخطيط ميدان محطة مصر بالإسكندرية (فيديو)
- إنجاز 60٪ من حجم المشروع وتكلفته 227 مليون جنيها.
- كاميرات مراقبة وإدارة خاصة بالميدان عقب انتهاء التطوير.
- سوق حضاري على مساحة 4 آلاف متر.
- 450 باكية و130محل للباعة الجائلين بالميدان.
سباق زمني، وعمل متواصل على قدم وساق يشهده مشروع التطوير الكبير بأحد أهم ميادين محافظة الإسكندرية، وهو تطوير ميدان محطة مصر، والذي يضم عدة مراحل تحدث نقلة نوعية بالميدان الذي كان يعاني من العشوائية وانتشار الباعة الجائلين، لتنفيذ مخطط تطوير جديد، وإنشاء سوق حضاري بتكلفة 227 مليون جنيه، بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، في إطار رؤية محافظة الإسكندرية لتطوير الميادين والمخطط الاستراتيجي العاجل للقضاء على الأسواق العشوائية.
و انطلق العمل في المشروع نهاية يناير الماضي، عقب توقيع بروتوكول تعاون بين المحافظة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، يسابق الزمن رغم تضاعف حجم الأعمال والكثير من التحديات، حيث يضم المشروع إنشاء سوق حضاري متكامل، ومبني آخر خاص بالمحلات وذلك للقضاء على أزمة الباعة الجائلين ومراعاة لظروفهم الاجتماعية، وتطوير الحدائق ورصف الميدان بالكامل، فضلا عن إنشاء مواقف للسيارات متطورة وحديثة "الأجرة" والأتوبيسات، وعمل حركة مرورية دائرية كاملة لحل أزمة المرور، مع مراعاة المباني التراثية المطلة على الميدان.
ورصدت « الدستور» من خلال معايشة بداخل الميدان، حجم الأعمال وخطة العمل وحجم الإنجاز ومراحل التنفيذ.
المشروع جزء من التوجه الرئاسي لتطوير جميع ميادين مصر
أكد المهندس حاتم يوسف، مفوض جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بمشروع تطوير محطة مصر، ومدير المشروع، على أن تطوير الميدان جزء من التوجه الرئاسي لتطوير جميع ميادين مصر، والقضاء على العشوائيات ضمن خطة مصر 2030، مشيرًا إلى أن نسبة تنفيذ أعمال المشروع تسير بصورة منتظمة كما أنها تسابق المخطط الزمني للعمل على الانتهاء قبل الموعد المحدد.
واضاف مفوض جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بمشروع تطوير محطة مصر لـ «الدستور» أن مع بداية تنفيذ مخطط التطوير واجهنا تحديات كثيرة في موقع العمل من الباعة الجائلين، والازدحام المروري، فضلًا عن طبيعة المكان نفسه بالنسبة لمحطة مصر وقيمتها التاريخية، إذ تستلزم تطوير وتغير مختلف، مناسب للمواطن، والمظهر الحضاري والقضاء على العشوائية في ذات الوقت.
95 % حجم الإنجاز بالمرحلة الحالية
وتابع أن المشروع ينقسم إلى عدة مراحل أولها تطوير الجهة المقابلة لمحطة السكة الحديد وهي مدخل محطة مصر، حيث تم الربط بين مشروع تطوير الميدان و مشروع تطوير محطة مصر والمبني الخاص بها لكي يكون هناك تناسق في الطراز المعماري، مشيرًا إلى أن تم تنفيذ في تلك المنطقة 2 جراج للسيارات الملاكي ببوابات إلكترونية، وتركيب أعمدة ووحدات إضاءة، ومساحات منزرعة، حيث قاربت هذه المرحلة على الانتهاء بنسبة إنجاز 95٪ بفضل التعاون من جميع الجهات
سوق حضاري 4 أدوار
وأوضح "يوسف" أن المشروع يتضمن تطوير الميدان وإعادة التهيئة بشكل جمالي وحضاري يناسب الخطة التطويرية، فضلًا عن إقامة سوق مجمع دور أرضي عبارة عن باكيات، وبسبب زيادة أعداد الباعة التي يجب تسليمها وحدات أو باكيات تم التوجه لزيادة عدد الأدوار بالسوق الحضاري إلى 4 أدوار وتم عمل مبني آخر للمحلات على خط الترام، لاصحاب المحلات الموجودة بالميدان،ويتم تزويده بمصاعد، وسلالم كهربائية للتسهل على المواطن والبائع.
وفيما يخص الباعة الجائلين، اوضح أنه تم حصر الباعة الجائلين من عدة جهات بداية الحي والأوراق الرسمية، حتى جمعية الباعة الجائلين، وبعد استطلاع رأي الباعة تم اختيار ممثل ومفوض عنهم واعطاء بيانات الباعة الخاصة بالمحطة، حيث يتم توفير للباعة الجائلين وحدة أو باكية في السوق الحضاري، والمحلات الموجودة بالميدان يكون لها محل بديل في مبني المحلات، لافتًا أن الفكرة من المشروع بيئة افضل للبائع والميدان.
أكثر من 450 وحدة و130 محلا للباعة
وأشار إلى أن العدد الذي تم حصره للمستفيدين من السوق الحضاري من الباعة الجائلين 400 باكية، ومستهدف زيادة من 50 إلى 60 باكية أخرى، كما أن عدد المحلات التي تم حصرها 80 وحدة ومستهدف تنفيذ 130وحدة، لتوفير زيادة عددية تطرحها المحافظة.
خطة إضاءة للمنشآت وأعمدة الكهرباء بالميدان
ولفت إلى أن جميع خطوط الكهرباء في الميدان هي توصيلات هوائية، لجميع المنشآت والأعمدة الكهربائية، لذا تم وضع خطة للإضاءة معتمدة على أعمدة كهرباء واضاءة أرضية، و كشافات، فضلًا عن إضاءة الميدان بشكل حضاري، وهو توجه الدولة لمظهر خاص بجميع الميادين بالمحافظات ضمن خطة 2030.
وتابع إلى أن حديقة الميدان يتم تطويرها، وتوفير أماكن مخصصة للجلوس، ومساحات منزرعة وتوفير وحدات أو باكيات خدمية، بجانب 2 نافورة راقصة، بالإضافة إلى تطوير الوحدة المرورية ونقطة الشرطة الموجودة بالميدان، فضلًا عن مراحل تطوير مواقف الاتوبيسات، وسيارات الأجرة، والتي يتم العمل بها على مدار 24ساعة، والتنسيق مع السائقين والمرور لاختيار أماكن للوقوف حتى انتهاء العمل ورجوعهم مرة اخري دون الاضرار بهم.
وأكد أنه عقب الإنتهاء من مشروع تطوير محطة مصر، سوف تتواجد إدارة خاصة بالميدان تحت إشراف جهاز المشروعات الوطنية، ونظام كامل من صيانة وإدارة للميدان بالمتابعة من المحافظة، لضمان الحفاظ على الميدان، لطبيعته حيث يتجمع به الشعب السكندري والوافدين من جميع المحافظات، وذلك ضمن اهتمام الدولة بالميادين العامة والحفاظ عليها.
دراسة المشروع بدأت منذ أكتوبر الماضي
ومن جانبه قال المهندس معتز إيهاب، مدير المكتب الاستشاري بمشروع تطوير محطة مصر، أن دراسة المشروع بدأت منذ شهر أكتوبر الماضي، لتحديد التطوير الذي يحتاجه الميدان، والمشاكل التي يمكن أن تواجهنا، مشيرًا إلى أن تم عقد لقاءات مع الباعة الجائلين أو أصحاب المحلات، والتواصل مع إدارة المواقف لمعرفة أعداد الميكروباصات الموجودة بجميع الخطوط وتم عمل رصد من الإدارات، وأخري على الطبيعة، وحصر عدد الباعة الجائلين، ورصد المشكلات والتي على رأسها الزحام المروري الشديد، بسبب أن عرض الشوارع صغير مقارنة بحجم الاتوبيسات وسيارات الأجرة المتواجدة، بالإضافة للباعة الجائلين.
توسعة الشوارع لـ 25 مترا
واضاف لـ « الدستور» أن الحل الأول كان العمل على أبعاد الميدان الداخلي وبدأنا نقتطع من حديقة الميدان لتوسيع عرض الشوارع، حتى أصبح اقل عرض 20 متر، وشوارع آخرى 25 مترا، لتحقيق السيولة المرورية، وتم رصد حركة الاتوبيسات والميكروباصات بالكامل، واتجاهات الدخول والخروج من الميدان، وتم تنفيذ اقتصار حركتهم بداخل الميدان، لذلك تم تحريك مواقف كثيرة، حيث اصبحت اتوبيسات شرق ووسط الإسكندرية لاتدخل الميدان، وهم اكبر كثافة تسبب ازدحام.
اهتمام خاص بالمشاه وذوي الإعاقة
وتابع أنه هناك اهتماما خاصا بالمشاه، وكيفية السير في الميدان، وهو ما يتم تنفيذه من خلال حركة سير وأماكن مخصصة للتوصيل بجميع الأماكن والمواقف دون الحاجة لعبور الطريق، فضلًا عن تسهيل الحركة على المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يستطيع السير بالكرسي المتحرك في جميع الميدان بصورة أمنة.
وأوضح أن حل مشكلة الباعة الجائلين، كان عن طريق السوق الحضاري على مساحة 4 آلاف متر، وتم عمل رصد لأعداد الباعة، وأثناء التنفيذ كانت الاعداد أكبر والأنشطة متنوعة من ( خضار، وفاكهة، اسماك، ملابس واكسسوارات، موبايلات وغيرها) وتم تعديل التصور ليكون السوق مكون من دور أرضي وثلاث ادوار علوية، مع استغلال السطح بعمل كافيهات تخدم السوق.
وأشار «إيهاب» أن حجم الأعمال تضاعف مع التأكيد على التنفيذ في نفس المدة الزمنية، مشيرًا إلى أن المشروع مقسم لعدة مراحل، تم فتح الأعمال بجميع المراحل، بحيث نستطيع إيفاء البرنامج الزمني، حيث أصبح لدينا 2مبني بدلًا من مبنى واحد،
وتم إضافة جراجات خاصة إليكترونية بمدخل محطة السكة للسيارات حيث لم يكن متاح توقف اي سيارة بالميدان ولا يوجد اي جراجات للسيارات، فضلًا عن تطوير مدخل المحطة ليليق بالقيمة التاريخية لمبني المحطة.
وحدة مراقبة إليكترونية للميدان
وتابع أنه يتم عمل تصور لوحدة المرور الموجودة حاليا، ويتم تطويرها ورفع كفاءتها، حيث يتم إضافة بها وحدة تحكم «كنترول روم» يدير جميع أرجاء المحطة، عن طريق كاميرات في جميع الأماكن لرصد الميدان، وسيتم تزويد وحدة التحكم بـ2 كاميراـ الواحدة حدودها 400 متر و كل منهما 180درجة، لتكون الكاميرتين 360 درجة بحدود كيلو متر.
وأشار أن وحدة «الكنترول روم» ستكون شبه مزار سياحي، حيث أن التقنيات الموجودة بها تستخدم لأول مرة في ميدان بمصر حيث يمكن تنظيم زيارات لها تشمل سائحين، وطلبة مدارس وجامعات لأنها تطبق لأول مرة في مصر .
60 % حجم الإنجاز في المشروع
وأكد على أنه التوجه في التطوير هو إلغاء أي جزء مرتفع في وسط الميدان بما يتناسب مع مشروع الهوية البصرية، مشيرًا إلى أن نسبة الإنجاز في الميدان وصلت إلى60٪، أما الجزء الخاص بمدخل المحطة و2جراج وصلت نسبت الإنجاز إلى 95٪، حيث قارب على الإنتهاء ويتم تنفيذ الرتوش النهائية.
محافظ الإسكندرية: إنشاء سوق حضاري يضاهي السوق الأوروبية
وأكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية،ان أعمال إنشاء السوق الحضاري المكون من أرضي وثلاثة أدوار علوية، يتم إنشاء على أحدث طراز عالمي يضاهي السوق الأوربية، وأوضح أنه تم إنشاء باكيات بالسوق أكثر من المطلوب لتغطية جميع الباعة الجائلين، لافتا أنه تم الحصر بشكل دقيق وكامل لجميع الباعة الجائلين المتواجدين بالميدان.
وحذر المحافظ أنه عقب الإنتهاء من السوق الحضاري وتسكين الباعة الجائلين به لن يسمح نهائياً بتواجد لأي من الباعة الجائلين بالميدان وسيتم التعامل بحزم مع ذلك، مؤكدًا على أن وضع الباعة الجائلين الذين يحتلون جزء من ساحة محطة مصر الآن هو وضع استثنائي لحين انشاء السوق الحضاري الجديد