اقتصاديون: قرار أوروبا بحظر طيران بيلاروسيا يُكبد لاتفيا خسائر جديدة
كشف اقتصاديون في شرق أوروبا عن أن ليتوانيا سوف تتقاضى رسوما إضافية جراء قرار الاتحاد الأوروبي حظر تحليق شركات طيران بيلاروسيا فوق أجوائه، بينما رجحوا أن تتكبد لاتفيا حوالي مائتي ألف دولار شهريا كتكاليف جديدة نتيجة لهذا القرار.
وأكد هؤلاء- في تصريحات صحفية نقلتها شبكة (أخبار دول البلطيق ووسط آسيا) المستقلة اليوم- أن الأمر بالنسبة لشركات الطيران الرائدة في المنطقة تباين بشكل حاد، ما بين الخسارة والربح، وذلك بعدما أغلقت أوروبا أجواءها ومطاراتها أمام شركات الطيران البيلاروسية ردا على قيام رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو في 23 مايو الماضي بإجبار رحلة تجارية تابعة لشركة طيران "ريان إير" البريطانية على الهبوط في مينسك لاعتقال أحد المُعارضين لنظامه.
وتقع بيلاروسيا في موقع استراتيجي بين شمال شرق أوروبا وروسيا، كما أنها تتوسط طريق عبور البضائع الرئيسية بين أوروبا وآسيا.
وكانت الطريقة الوحيدة أمام رجال الأعمال لكي يتنقلوا بين المنطقتين، لاسيما بعدما حظرت كييف جميع الطائرات الروسية من الهبوط في مطاراتها، هي تغيير الطائرات في مينسك قبل أن تمنع أوكرانيا هي الأخرى طيران بيلاروسيا من الهبوط في كييف.
ونتيجة لذلك، رجح هؤلاء الاقتصاديون، بشرط عدم ذكر هويتهم، أن تعود هذه الأنباء بالنفع على دول البلطيق التي كانت تأمل في الحصول على بعض من هذه الرحلات الإضافية، ويبدو أن ليتوانيا ستكون الرابح الأكبر من ذلك، بينما يمكن أن تترك هذه الاضطرابات تداعيات كارثية بالنسبة للاتفيا.
وأصبحت ليتوانيا في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام الغربية في الأسبوع الماضي؛ حيث يُرجح أن يتم تغيير مسار العديد من طرق الطيران التي كانت تحلق فوق بيلاروسيا إلى مطارات دول البلطيق، لا سيما ليتوانيا، القريبة من بيلاروسيا، بحسب تقرير شبكة أخبار دول البلطيق ووسط آسيا المستقلة.
ونقلت وسائل الإعلام الليتوانية عن ماريوس جورسكاس، رئيس المجموعة الحكومية المسؤولة عن تحسين صورة البلاد، قوله: "لقد أجرينا بحثا عبر الانترنت وموقع جوجل العالمي باستخدام أحرف لاتينية وسيريلية وعبرية ويابانية بناء على كلمات رئيسية، مثل" ليتوانيا "و"ريان إير" و"مينسك"، بالإضافة إلى أسماء كبار القادة في دولنا. وتضمنت هذه القاعدة العريضة أكثر من 380 ألف مصدر بما أعطانا أكثر من 7000 حالة يتم فيها استخدام هذه الكلمات الرئيسية".
أما بالنسبة إلى لاتفيا وشركة طيرانها الرسمية "إير بالتيك"، فإنها سوف تضطر إلى دفع رسوم وقود إضافية تقدر بـ200 ألف يورو شهريا لكي تحلق حول بيلاروسيا.
ووفقا لشبكة أخبار دول البلطيق ووسط آسيا المستقلة، فإن 29 رحلة جوية، أو ما يمثل حوالي 8.1% من إجمالي الرحلات التي تقوم بها إير بالتيك، سوف تضطر إلى اتخاذ طرق أطول، فيما أعلن مطار ريجا الدولي بالفعل أنه يستعد لخسارة 200 ألف يورو شهريا من تعليق الرحلات من وإلى مينسك بسبب رسوم الوقود الإضافية.
جدير بالذكر أن حكومة لاتفيا فرضت في 25 مايو قيودا على شركات النقل الجوي المسجلة في بيلاروسيا بشأن إصدار تصاريح الطيران، وبالتالي دخول المجال الجوي للبلاد واستخدام المطارات هناك، وردا على ذلك، قررت مينسك تقييد استخدام المجال الجوي والمطارات لديها من قبل الطائرات اللاتفية.
يأتي قرار الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن على خلفية الحادثة التي نفذت فيها طائرة ركاب لشركة "ريان إير" وكانت متوجهة من أثينا إلى فيلنوس هبوطا اضطراريا في مطار مينسك حيث اعتقلت السلطات هناك أحد ركابها، وهو الناشط والمدون المعارض المقيم في الخارج رومان بروتاسيفيتش.