كيف تسبب «أوان الورد» في إصابة وحيد حامد بأزمة قلبية ولماذا تدخل البابا شنودة؟
لم يكن "أوان الورد" مسلسلًا عاديًا، كانت له ردود أفعال دينية وسياسية وفنية أيضًا، فالقصة تدور حول ضابط شرطة مسلم يتزوَّج فتاة مسيحية. ثار الأقباط، ولم تنتهِ ثورتهم إلا بعد تدخل البابا شنودة.
عُرض المسلسل فى شهر رمضان للعام الميلادى 2000، ولم تكن الحلقات الأولى تنذر بالأحداث الساخنة التى سيواجهها المسلسل، حتى جاءت الحلقة التاسعة، وفيها تزوج ضابط الشرطة المسلم «محمود»، من الفتاة المسيحية «أمل»، وقفت الدنيا على قدم واحدة، دعاوى قضائية ضد وحيد حامد، وهجوم لاذع، وكما واجه متشددين مسلمين، اصطدم بأقرانهم فى معسكر المسيحيين، شعر وحيد وقتها بالغيظ والقهر، فهدفه كان ساميًا.. وأمام كل هذه الضغوط.. أعلن قلبه العصيان عليه ودخل فى أزمة قلبية مفاجئة فيما بعد.
ويكشف الكاتب الصحفي محمد مسعود، في كتابه "أساطير الدراما" الصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، أن بعض الأقباط حاولوا أن ينقلوا إلى «البابا شنودة» أخبارا مغلوطة عن المسلسل، لكن بعض أهل الثقة أخبروه بحقائق يحملها المسلسل بين طياته، فسألهم عن سر غضب الغاضبين، فقالوا لأن وحيد حامد «زوج» فتاة مسيحية إلى شاب مسلم وهذا ضد تعاليم الكنيسة، وانهالت الدعاوى القضائية على وحيد حامد.
ويضيف: بخلاف الدعاوى القضائية، وصلت إلى مكتب وزير الإعلام وقتذاك صفوت الشريف 150 برقية عاجلة مفادها «أوقفوا هذا المسلسل»، وكان الغريب أن جميع البرقيات تم إرسالها من إحدى القرى فى بنى سويف، وخرجت من نفس مكتب البريد.
ويوضح أن الأمور احتدمت برفض وحيد حامد عرض المحامين التابعين للجماعات الإسلامية المتشددة، لكنه فوجئ باستدعاء صريح من البابا شنودة الثالث لأسرة المسلسل، طلبهم جميعا، وحيد حامد وسمير سيف ويسرا للقائه، كما استدعى المعترضين، وجعل أسرة المسلسل تستمع إلى أقوالهم التى لم تخرج عن فكرة زواج مسيحية من مسلم فى الحلقة التاسعة، فقال لهم وحيد حامد إنها ندمت أشد الندم فى الحلقة الخامسة عشر، فقالوا إن هناك 6 حلقات كاملة هى زوجة ولم تندم فقال هذا لدواع درامية.
والحقيقة كان لوحيد حامد رأى، أن علاقة الزواج، حتى وإن تمت نتيجة لقصة حب، فأنها تفتر مع الزمن، ومن كانا حبيبين.. عندما تزوجا واجها شبح الطلاق، فعلى ذلك فليتزوج المسلم من مسلمة.. والمسيحى من مسيحية، لأن فى النهاية، النتيجة واحدة!
بتدخل البابا شنودة بحكمته المعهودة انتهت الدعاوى القضائية، خاصة عندما ابتسم البابا وقال «المفروض تشكروه لأنه جعلها تندم.. بدلا من أن تهاجموه».