وزير الأوقاف: دفع المرض مقدم على الجوع وإذا لم تكف الصدقات فنأخذ من الزكاة
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إن إطعام الجائع وكساء العاري ومداواة المريض من باب فروض الكفايات ، والأصل في الصدقات أن من فعلها كان له الأجر والثواب العميم، غير أننا نحتاج في زماننا هذا إلى مزيد من الصدقات وفعل الخيرات بصفة عامة، فنرى ما يجتاح العالم الآن من بلاء ووباء.
وأضاف وزير الأوقاف، أنه بعد انتشار فيروس كورونا ، تابعنا ما انتشر حول ما يسمى بالفطر الأسود بصورة شاقة على أي نفس بشرية ، ولكن ما علاقة ذلك بكثرة الصدقات ، النبي (صلى الله عليه وسلم يقول : " حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزكاةِ ، ودَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ ، واسْتَقْبِلوا أَمْوَاجَ البلاءِ بِالدعاءِ والتَّضَرُّعِ" ، هل الصدقة بديل للإجراءات الاحترازية ، أو بديل للتداوي وطلب العلاج؟ بالطبع لا ، فنحن بحاجة إلى الدواء والدعاء ، فالأسباب لا تعمل وحدها ، وإنما تعمل بإعمال الله لها ، فعلينا أن نأخذ بأسباب التداوي وبأسباب الدعاء والصدقة ، وقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نشكر نعمة الصحة ، فقال: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا" ، وقال أيضًا (صلى الله عليه وسلم): " يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ" ، فعلينا أن نشكر نعمة الصحة بمزيد من الصدقات ، فالغني يتصدق بماله ، وأما الفقير إذا لم يجد ما يتصدق به ، فقد فتح الله له أبوابا كثيرة "فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِئ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى".
وأكد جمعة أن الكلمة الطيبة صدقة مستشهدا بقول الحق سبحانه : "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ" ، كما أن تبسمك في وجه أخيك صدقة ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم" : لا تحْقِرَنَّ من المعرُوفِ شيْئًا ، ولوْ أنْ تلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طلْقٍ" وهذا من عميم فضل الله (عز وجل) أن فتح الباب واسعًا.
وأشار جمعة إلى أن صدقة الغني ليست في مجرد الذكر والدعاء، بل في إطعام الجائع ، وكساء العاري ، ومداواة المريض ، وكذلك تجهيز المعدات اللازمة لمداوة مصابي كورونا ، فإذا لم تكف الصدقات، فإننا نأخذ من أموال الزكاة ، لأن دفع المرض مقدم على دفع الجوع ، لأن الإنسان قد يصبر على الجوع ولا يصبر على المرض ، كما علينا أن نشكر النعمة بمزيد من الصدقات حتى يرفع الله (عز وجل) عنا الوباء والبلاء ، ومن لم يتعظ بتخطف الموت حوله فلا واعظ له ، فالموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "الجنَّةُ أقربُ إلى أحدِكم من شراكِ نعلِه ، والنَّارُ مثلُ ذلِكَ".