رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد عودة المجموعة إلى الوطن

«الدستور» في حضرة «الآثار الغارقة» بمتحف الآثار (فيديو)

معرض الاثار الغارقة
معرض الاثار الغارقة

في رحلة سياحية أثرية استمرت لقرابة 5 أعوام جابت مجموعة فريدة من الآثار المصرية الغارقة عددا من العواصم الأوروبية والولايات الأمريكية. ليعرض متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية تلك المجموعة الأثرية مجددا بعد عودتها  إلى ارض الوطن من "معرض "أوزوريس... أسرار مصر الغارقة".

- مدير متحف الآثار: 293 قطعة اثرية ضمن معرض اوزوريس 
 

قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الاثار بمكتبة الاسكندرية لـ"الدستور" إن عدد 293 قطعة أثرية ضمن معرض "أوزوريس... أسرار مصر الغارقة"، جُمعت من مختلف المتاحف المصرية مثل المتحف المصري بالتحرير، ومتحف الإسكندرية القومي، والمتحف اليوناني الروماني، ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فضلاً عن بعض الاكتشافات الأخرى التي قامت بها الإدارة العامة للآثار الغارقة ضمن خطة وزارة السياحة والآثار من أجل المساهمة في تنشيط السياحة، انتقت بعناية بالغة لتمثل عظمة وتاريخ مدينة الإسكندرية في الفترة اليونانية والرومانية. 

- جولة المعرض الأثري
تواجدت “الدستور” في ضيافة مجموعة الآثار الغارقة فور عودتها لمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية بعد عودتها إلى أرض الوطن، بعد جولة عالمية في عدد من الدول الأوروبية بداية من معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس في عام 2015، ثم انتقل إلى المتحف البريطاني بإنجلترا، وبعده انتقل إلى متحف رايتبرج بزيوريخ بسويسرا، والتي كانت آخر محطة في جولته بأوروبا.
لتستأنف الجولة الثانية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث زار أربع مدن أمريكية، بدأها عام 2018 بمدينة سانت لويس، ثم متحف مينوبوليس للفن بمدينة مينوبوليس، ومتحف رونالد ريجان بالمكتبة الرئاسية بولاية كاليفورنيا، لتنتهي جولته بمتحف فيرجينيا للفنون بمدينة فيرجينيا، ومن ثم العودة إلى أرض الوطن مصر.

- تمثال لجسد إحدى الملكات البطلميات وأربع رؤوس ملكية
 

يصطحبنا الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الاثار بمكتبة الاسكندرية، في جولة تاريخية تعريفية عن أبرز القطع المنتقاه للآثار الغارقة المشاركة في الجولة العالمية، ليوضح أن أول القطع تمثال لإحدى الملكات البطلميات مصنوع من حجر البازلت، ويمتاز هيئته بعقده الالهه ايزيس على كتف التمثال، وهذا تشبيه للملكات البطلميات بالإله إيزيس حينها، ليؤكد على عظمة إيزيس في فترة مصر القديمة استمرارا للفترتين اليونانية الرومانية.
 

تمثال لاحدى الملكات البطلميات

والرأس الأولى مصنوعة من الكوارتزيت لأحد الملائكة الفراعنة وربما يكون للملك واح-إيب-رع، يرتدي غطاء متوج بالصل الملكي في منتصف الجبهه، والعينان منحوتتان والأنف مكسور وتعلو الفم ابتسامة خفيفة، كما يوجد في التمثال كسر في الجانب الأيسر لغطاء الرأس متجها لأسفل.
 

وتم اكتشاف لوحه لذات الملك في مدينة الاسماعيلية منذ ايام قليلة عثر عليها احد المواطنين في أرضه الخاصة وتم تسليمها لوزارة السياحة والاثار لتعرض في احد المتاحف المصرية قريبا.

أما الرأس الثانية فهي مصنوعة أيضا من الكوارتزيت  لأحد الملوك البطالمة غير محددة الهوية لكنها تعكس ملامح الفن البطلمي من بعد الاسكندر الاكبر. 
 

والرأس الثالثة رأس ملكي مصنوع من الجرانيت الأسود، قد يكون الأرجح أنه للملك الفرعوني بسماتيك الأول، المؤسس للأسرة ال26 او العصر الصاوي، أو قد يكون لأحد الفراعنة في الاسرة الثلاثين الأخيرة قبل احتلال مصر من قبل الفرس ثم الاسكندر الاكبر ثم البطالمة

التمثال يرتدي الخبرش المزين من الصلصال الملكي، الحاجبان محددان بوضوح وبشكل مستقيم، والعين نصف مفتوحة، والفم مغلق، والشفاه رقيقة ومستقيمة مما يضفي على ملامح الوجهه الثقة والاستقلالية.

أما الرأس الرابعة هي رأس سيرابيس من أهم الآلهه في الفتره البطلمية، مصنوع من الرخام الأبيض ذات ملامح غير واضحة وذلك بفعل النحر، فقد التمثال خصلات الشعر الخمس الأمامية، ولكن بقاياها مازالت موجودة، ويوجد في أعلى الرأس فتحة مستديرة ربما لتثبيت سلة الخيرات التي صورت على جدرانها بالنحت البارز أغصان الزيتون. 

يوضح عبد البصير، أنه مع احتلال البطالمة لمصر تم توحيد المصريين والأغريق تحت ديانة واحدة فتم عمل إله هجين بين الإله سيرابيس والإله إيزيس وتقديم الطفل حورس وتم تشكيل ثالوث الإسكندرية وكانت خطوة ذكية من بطليموس الأول اول ملوك الاسرة البطلمية لتوحيد مصر تحت ديانة واحده. 
 

- معبد الرأس السوداء 

يكمل مدير متحف الآثار، أن مجموعة الرأس السوداء كانت من ضمن مجموعة القطع المصرية الأثرية التي شاركت في الجولة العالمية، بالإضافة إلى عدد من القطع المميزة المنتقاة ضمن مجموعة الآثار الغارقة.
فمعبد الرأس السوداء تم اكتشافه عام 1936م على الطريق المؤدي إلى منطقة ابي قير، ويرجع تاريخه الى الفترة الزمنية الممتدة من القرن الثاني الميلادي الى القرن الثالث الميلادي، ليشمل العرض المتحفي قدم مرتدية حذاء مكشوف على دعامة من الرخام عليها نقش باللغة اليونانية يوضح ان ايزودورس الفارس الروماني عندما سقط  حينها وكسرت قدمه، فبعد أن تماثل للشفاء بني هذا المعبد للإلهه ايزيس تقديرا لها على شفائه .

يواصل عبد البصير، أن جولة معرض "أوزوريس... أسرار مصر الغارقة" لمختلف المدن الأوروبية والأمريكية على مدار خمس سنوات تشير إلى عظمة الدور المصري وقوة ثقافتها الناعمة المؤثرة بإعتبارها الثقافة السائدة في العالم قديما وحديثا. 

معرض الاثار الغارقة

معرض الاثار الغارقة
معرض الاثار الغارقة