«نيويورك تايمز»: بايدن يتقرب من أوروبا بينما يبدي الناتو والاتحاد الأوروبي مخاوفه حيال الأمر
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، إنه على الرغم من تقرب الرئيس جو بايدن من أوروبا، في محاولة منه لإصلاح ما أفسده سلفه دونالد ترامب في ملف العلاقات الأوروبية الأمريكية، إلا أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يزالان متخوفين من صدق نوايا واشنطن.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن، نشرته على موقعها الالكتروني، بقول إن الزعماء الأوروبيين أُصيبوا، قبل أربع سنوات، بصدمة من تصرفات ترامب، الذي هتف لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واعتبر بأن الناتو قد "عفا عليه الزمن"، ووصف أعضاءه بأنهم ميّتون، رافضا في البداية تأييد مبدأ الدفاع المشترك الأساسي لحلف الناتو.
وأضافت الصحيفة أنه لذلك، وبينما يستعد القادة الأوروبيون للترحيب بالرئيس بايدن، فإن حقيقة اعتبار بايدن لأوروبا بمثابة حليف حيوي في الأمن الغربي تكاد تكون بمثابة حلم، حيث تركت التجربة المؤلمة للإدارة الأمريكية السابقة ندوبًا يقول بعض الخبراء إنها لن تلتئم قريبًا.
وقالت روزا بلفور، مديرة معهد كارنيجي للسلام بأوروبا: "لا تستهينوا بسنوات ترامب باعتبارها صدمة للاتحاد الأوروبي.. لذا فإن الاتحاد الأوروبي بات أكثر حذرًا في قبول مطالب الولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن هناك قضايا جادة يجب مناقشتها بين الطرفين، تتراوح من الانسحاب من أفغانستان إلى الإنفاق العسكري وروسيا والصين، فضلا عن قضايا النزاعات التجارية والجمارك ثم دبلوماسية المناخ واللقاحات.
مع ذلك، أكدت الصحيفة أنه بقدر ما يقدر الأوروبيون تعهدات بايدن بثبات ومودة، إلا أنهم شهدوا للتو كيف أن 75 عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية يمكن أن تختفي بين عشية وضحاها مع تغيير الرئاسة.
فمن جانبه، قال توماس كلاين بروكهوف، نائب رئيس صندوق مارشال الألماني، إن الأوروبيين يخشون من أن يتكرر ذلك مرة أخرى رغم حقيقة أن أمريكا قد تغيرت، وأن السيد بايدن هو "فاصل" بين رؤساء أكثر شعبوية وقومية.
في الوقت نفسه، أبرزت الصحيفة أن رياح التغيير لم تحدث في أمريكا وحدها، بل إنها ستمتد قريبا إلى أوروبا مع اقتراب دق موعد الانتخابات في ألمانيا؛ حيث من المقرر استبدال المستشارة أنجيلا ميركل في سبتمبر المقبل، وإجراء انتخابات رئاسية في فرنسا في مايو المقبل، كذلك يُنتظر إجراء الانتخابات النصفية الأمريكية على بعد 17 شهرًا فقط، مما قد يحد من مساحة بايدن على القيام بمناوراته السياسية.
مع ذلك، تابعت الصحيفة تقول إن زيارات بايدن المرتقبة إلى الناتو في 14 يونيو الجاري ثم إلى مقر الاتحاد الأوروبي لعقد قمم قصيرة، بعد حضوره مجموعة السبع في بريطانيا، ستكون أكثر رمزية، حيث تُعقد الاجتماعات بشكل متزامن لتمكنه في النهاية من الوصول إلى جنيف في 16 يونيو، وإجراء أول لقاء قمه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تعليقا على ذلك، تقول المحللة السياسية جانا بوجليرين، من برلين: إن ما يبعث على التفاؤل حقيقة أن بايدن بدأ رئاسته بإظهار رغبته في بناء علاقات جديدة من منطلق تأييده لبروكسل وحلف شمال الأطلسي.. مع ذلك، نحن نعلم بأن بايدن يريد أيضًا أن يرى الكثير من المال وزيادة إيرادات بلاده، لذلك، نحن بحاجة إلى إظهار نتائج ملموسة في مستقبل علاقاتنا بواشنطن من منطلق صداقة ذات فوائد مشتركة.