هل زيارة النساء للقبور محرمة؟.. دار الإفتاء تجيب
حسمت دار الإفتاء المصرية الأمر حول حكم زيارة النساء للقبور، وهو السؤال الذي تردد أكثر من مرة عبر منصاتها الإعلامية، ويقول نصه: "ما حكم زيارة القبور للنساء؟.. وهل يختلف حكمها بين الرجال والنساء؟".
هل زيارة النساء للقبور محرمة؟
وقالت دار الإفتاء إنه "متى قُصد بزيارة القبور الإحسان إلى الميت بالدعاء، وإلى النفس بالعِظة والاعتبار، وخلت من تجديد الأحزان ومظاهر الجزع، واتُّخذت فيها الآداب الشرعية، كانت مشروعة للرجال والنساء على السواء".
واستشهدت الإفتاء في فتواها بالأحاديث الواردة عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً» أخرجه مسلم في "صحيحه" وأبو داود في "سننه"، واللفظ له.
حكم زيارة القبور للنساء
وروي أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر، فقال لها عبدالله بن أبي مُليكة، رضي الله عنه: من أين أقبلتِ يا أم المؤمنين؟ قالت: “مِن قبْر أخي عبدالرحمن”، فقال لها: أليس كان نهَى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، عن زيارة القبور؟ قالت: “نعمْ؛ كان نهَى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها”، أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضى الله عنه، قَالَ: مَرَّ النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بِامْرَأَةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: اتَّقِى اللهَ وَاصْبِرِي، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّى، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِي، صلى الله عليه وآله وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِي، صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى»، أخرجه البخاري في "صحيحه".
وأكدت دار الإفتاء أن "الدلالة من هذا الحديث أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وَعَظَهَا بالصبر ولم يُنكر عليها زيارة القبر، وكان الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، يُعلِّم النساء والرجال على السواء إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» أخرجه أحمد في "مسنده".