مشروع «مودة».. كيف تسعى الدولة لبناء مجتمع متماسك يبدأ من الأسرة؟
حرصًا على تماسك الأسرة المصرية وكيان المجتمع، شرعت الحكومة ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي بتدشين المبارات الاجتماعية الختلفة والبرامج التي تهتم بشأن أفراد الأسرة وحياتهم والعوائق التي من الممكن أن تواجههم.
وفي هذا الصدد، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ مشروع "مودة" للحفاظ على كيان الأسرة المصرية وتدشين المنصة الإلكترونية للمشروع، لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج بشكل تكاملي عبر تدعيم الشباب المُقبل على الزواج بالمعارف والخبرات اللازمة لتكوين الأسرة وفض المنازعات بما يُساهم في خفض معدلات الطلاق.
وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج مودة، ليستهدف تزويد المقبلين على الزواج بالتأهيل النفسي والإجتماعي الكافي لتشكيل الأسرة وحل أي خلافات محتملة، للحد من حالات الطلاق، إضافة إلى مراجعة التشريعات التي تدعم الأسرة وتحمي حقوق الزوجين والأطفال.
أكثر من 70 ألف حالة طلاق في 10 أعوام فقط
وخلال الـ 10 أعوام الأخيرة، شهدت معدلات الطلاق ارتفاعًا غير مسبوق، إذ ارتفع العدد من 141.4 ألف حالة فى 2009، إلى 211.5 ألف حالة لعام 2018، غير شاملة حالات الطلاق التى تمت من خلال القضاء بحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.
تستعرض "الدستور" في السطور التالية مدى اهتمام الدولة والجهات المعنية بالقضايا والمشاكل الأسرية وكيفية حلها والوقوف على أسبابها، من خلال التواصل مع مشاركات في البرنامج ورصد الإحصائيات التي تؤكد نجاح برنامج مودة التي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي.
رحمة سعيد، 30 عاما، تقول إنها قد تمت خطبتها قبل عام من الآن وهي في مرحلة التجهيزات الأخيرة قبل موعد العرس، موضحة أنها تعرفت على خطيبها بشكل تقليدي ولم يجمعهما لقاء قبل الخطوبة.
تضيف: "أنا لقيت إنه شخص مناسب من ناحية التعليم والأسرة والعمل لذا وافقت عليه، ولكن ظهرت فيما بعد مشاكل دون سبب، الجميع قال إنه قد يكون بسبب كثرة الالتزامات وضغط العمل والمسئولية معًا، وكنت ببقى محتاجة أستشير شخص ما يكون مصدر ثقة".
كانت رحمة واحدة من أكثر الفتيات اللاتي تحمسن لحضور جلسات هذا البرنامج، حتى تكون على دراية كافية عن التعامل في المرحلة الجديدة التي ستقبل عليها خلال هذه الفترة، مؤكدة أنها تتواصل مع الموقع الرسمي للبرنامج بعدما أعلنت عنه وزارة التضامن.
-مودة القومي
بدأ تنفيذ مشروع "مودة القومي" عبر شبكة الإنترنت، من خلال تقديم جلسات وتدريبات تفاعلية خاصة للمتزوجين حديثًا ومن هم فى مرحلة الخطوبة؛ للحفاظ على كيان الأسرة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
يستهدف برناج مودة القومي، دراسة ومناقشة الجوانب النفسية والاجتماعية في العلاقات الأسرية وماهية الزواج وكيفية اختيار شريك الحياة، وكذا الجوانب الصحية في العلاقات الأسرية وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج، فضلًا عن الجوانب الشرعية في العلاقات الأسرية ومفهوم الزواج في الأديان.
واتساقًا مع ذلك، كشفت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، أن المجلس بالفعل يعمل على حل قضايا الأسرة فضلًا عن الوصول إلى حلول فعالة للقضاء على المشاكل أو المنازعات بين أفراد الأسرة، وذلك بهدف بناء حياة اجتماعية سليمة وصحية.
وأضافت رئيس المجلس القومي للمرأة، أن هناك عدد من البرامج التي يركز عليها المركز لاسيما برنامج مودة الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي، لحماية الأسرة المصرية ومواجهة التحديات التي يواجهونها والعمل على التخلص منها.
"الجامعات" يعتمد برنامج مودة القومي.. وتدريب 75 ألف طالبة
خلال شهر مارس، نفذ مودة القومي منذ إطلاقه 2090 فاعلية تدريب مباشر تم توجيهه للسيدات والفتيات المصريات بشكل أساسي.
إذ اعتمد المجلس الأعلى للجامعات اجتياز البرنامج التدريبي لمنصة "مودة" كمُتطلب تخرُّج اختياري على مستوى كافة الجامعات الحكومية بدءاً من العام الدراسي الحالي 2020/2021 لتعميم الاستفادة من البرنامج وضمان إتاحته لكافة الطلبة.
وحوالي 75.000 طالبة داخ 5 جامعات مصرية بأربع محافظات تلقوا تدريب برنامج مودة، وتدريب 17.000 مكلفة خدمة عامة في 24 محافظة، بالإضافة إلي تدريب 1.190 فتاة بمراكز الشباب على مستوى 12 محافظة، كما تم تدريب 1.800 فتاة مقبلة على الزواج وخطابهن، بحسب بيان صادر عن وزارة التضامن الاجتماعي.
من جهتها؛ ذكرت أميرة محمد، طالبة بكلية الآداب، أنها علمت عن برنامج "مودة القومي" من إحدى صديقاتها، التي أخبرتها عنه وعن أهميته في كيفية اتخاذ القرارات وإيجاد حلول لأي مشكلة من شأنها أن تهدم العلاقة الأسرية.
أكدت أميرة أنها على الرغم من كونها ما تزال تدرس ولم تتزوج إلا أنها شغوفة بمعرفة الشخصيات المختلفة وكيفية التعامل مع الناس حسب ميولهم وأفكارهم، لذا أقدمت على حضور ورش البرنامج حتى يكون لديها خبرة اجتماعية في بناء علاقات سوية في حياتها.
راندا فارس، مدير مشروع مودة القومي، أوضحت أن وزارة التضامن أطلقت العديد من البرامج التي تهتم بحياة الأسرة المصرية وجميع افراد المجتمع، ومن هن بدء تدشين برنامج مودة القومي.
وأكدت مدير المشروع أن ارتفاع معدلات الطلاق والنزاعات بين افراد الاسرة كانت احد أهم العوامل الرئيسية لاطلاق برنامج مودة، لتحليل العلاقات الأسرية ومدى استقرارها.
إقبال كبير
استقبل "مودة القومي" حتى شهر مارس الماضي حوالي 1,111 مشاركة من سيدة وفتاة في تدريبات مودة التفاعلية عبر الإنترنت والتي تم تنفيذها للتأقلم مع جائحة كورونا، واحتلت الإناث نسبة 75% من زوّار منصة مودة الرقمية، حيث وصل عددهن إلى 3 مليون مستفيدة.
ومع نهاية شهر أبريل ارتفع عدد المترددين على المنصة مُنذ إطلاقها وحتى نهاية أبريل الماضى بلغ 4 ملايين و70.864 مترددا من جميع محافظات الجمهورية، وقد بلغ عدد المترددين من الإناث إلى نسبة %70 بحسب إحصائيات المعلنة عن برنامج مودة القومي.