الموارنة في مصر يحتفلون بالاثنين الثاني من زمن العنصرة
تنظم الكنيسة المارونية بمصر، اليوم، احتفالاتها بالاثنين الثاني من زمن العنصرة، الذي هو الاثنين الثاني من زمن حلول الروح القدس.
ويقرأ المسيحيون الموارنة في هذه المناسبة عدة قراءات روحية على مدار اليوم، وخلال القداس الإلهي، مثل سفر أعمال الرسل 12-5:4، و إنجيل القدّيس يوحنّا 8-1:15.
ويأتي التعليق الكتابي على قراءات اليوم من عظات وأقوال القدّيسة تيريزيا الكالكوتيّة التي عاشت في الفترة (1910 - 1997)، وهي مؤسِّسة رهبنة الأخوات مرسلات المحبّة، من كتاب طريق بسيط، صفحة 35، تحت شعار «اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم».
وقالت: "أحبّوا الصلاة. حاولوا أن تشعروا بالحاجة للصلاة، دومًا خلال النّهار، وحينئذٍ اعملوا الجهد اللازم لكي تصلّوا. إنّ الصلاة تُكَبّر القلب إلى درجة يستطيع معها أن يحوي العطاء الّذي يعطينا إيّاه الله بنفسه. "اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا" (لو 11: 9) وسوف يتّسع قلبكم كفاية لكي يستقبل عطية الله ويحفظها في داخلكم".
واضافت:"اخترت لكم الصلاة التّالية، المأخوذة من كتاب الصّلوات في جماعتنا، من بين تلك التّي نصلّيها يوميًّا طالبة من الرّب أن تساعدكم...
"اجعلنا يا رب أن نكون أغصانًا ثابتة وغنيّة بالكرمة، التّي هي أنت يا ربّي يسوع، بأن نستقبلك في حياتنا كما يحلو لك أن تأتي إلينا:
كونك الحقّ – لنقوله؛
كونك الحياة – لنحياها؛
كونك النّور – لنكون نحن منارة؛
كونك المحبّة – لنكون محبوبين؛
كونك الطّريق – لنسير عليه؛
كونك الفرح – لنعطيه؛
كونك السّلام – لننشره؛
كونك القربان – لنقدّمه، في عيالنا وفي كل مكان حولنا."
وعن تاريخ الكنيسة المارونية بمصر، قال الأنبا جورج شيحان، مطران الكنيسة، في تصريح خاص لـ"الدستور": "الموارنة موجودون في مصر الحبيبة منذ أكثر من 600 عام، وقد كشفت ذلك الوثائق وكتب التاريخ، وكان الموارنة أقلية متميزة في مصر أوكلت إليهم بعض الأعمال والمهام المتميزة، ويوجد مخطوط في المتحف البريطاني يحمل اسم الابتهالات، وقد جاء فيه أن قسًا مارونيًا قد نسخه عام 1498، وتضمن السجل أسماء الولادات والزواج، إلا أن أول كنيسة مارونية قد تأسست في ربوع مصر الحبيبة كانت كنيسة البارجة في دمياط وأسسها الأب موسى هيلانة الراهب الماروني الحلبي عام 1745، بعد ازدياد أعداد الموارنة في دمياط وبقية أنحاء مصر".
وأضاف: «شعور عظيم أن أخدم الرعية في بلد عظيم كمصر أكبر البلدان العربية، ولا سيما أن هذا البلد المبارك قد احتضن أجدادنا الموارنة وفتح ذراعيه لهم، فأسسوا نهضة ثقافية وفنية وحضارية كبيرة، أمر بجانب أوبرا الإسكندرية أتذكر مؤسسيها عائلة قرداحي، أمر بجوار نقابة المحامين أتذكر أنطون مارون».
وتابع: "أقرأ صحيفة الأهرام أتذكر داود بركات وأنطون الجميل وعزيز ميرزا رؤساء التحرير الرواد، وأرى لوجو الأهرام الحالي الذي صممه أندراوس ضرغام، أشاهد بعض الأفلام التاريخية العظيمة أتذكر المنتجة آسيا داغر، أمر في شوارع مدينة نصر أجد شوارع تحمل اسم أمين الريحاني وحبيب جاماتي، إنه شعور عظيم أن أجد روح وأسماء وأعمال الأجداد الموارنة تطوف في كل ربوع مصر العظيمة".