محمد الباز يكتب: «فلسفة المتحدة».. معنى أن تنتمى إلى كيان يملك القدرة على النجاح
قبل سنوات كتبت سلسلة من المقالات، كان عنوانها «التركة الملعونة»، حاولت فيها قراءة المشهد الإعلامى فيما قبل أحداث يناير ٢٠١١ وبعدها، حاولت فيها رسم صورة لما جرى فى المجال الأكثر حساسية فى مصر، بما له وما عليه.
كانت الشكوى من الإعلام عامة وشاملة، بل وصل الحال بنا إلى أن الجميع كان يشكو من أداء منظومة الإعلام، وكان غريبًا أن تصل الشكوى إلى العاملين فى الإعلام أنفسهم، فلم يكن أحد راضيًا عمَّا يحدث على الأرض.
ولأن الإعلام هو السلاح الذى لا يمكن أن يتجاهل أحد قوته أو تأثيره، كان لا بد أن تكون هناك وقفة، بل وقفات، لتصحيح المسار، خاصة فى دولة مستهدفة، لا يكف خصومها عن الكيد لها والتآمر عليها، والتخطيط لتقويضها من الداخل، وللأسف الشديد كان الإعلام فى كثير من تجلياته معول هدم.
على خريطة الإعلام بدأت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية منذ خمس سنوات تتحرك، كان قدرها أن تدخل بحر رمال ناعمة ومتحركة.
كانت الصعوبات أكثر مما يتخيل أحد، وأصعب من أن يتحمل أحد.
لكن كانت الرغبة فى الإنجاز على قدر التحدى.
لم تكن المشكلة فى أن الإعلام يخسر بشكل هستيرى، فتحويل الخسائر فى مجال الإعلام إلى مكاسب أمر سهل، لكن لم يكن الأمر مجرد تحقيق مكسب فقط، بل كان التحدى الأعظم هو كيف يحقق الإعلام مكاسب مع الاحتفاظ له بدوره فى بناء الدولة، وتحقيق انتصارات فى معركة الوعى التى كانت المعركة الأهم التى تخوضها الدولة المصرية ضد خصومها.
كانت المهمة صعبة، تصدى لها مَن هم أهلها، عملوا فى ظروف عصيبة، لم تتوقف الاتهامات لهم ونشر الشائعات حولهم، لكنهم كانوا يعرفون أن هذا هو قدرهم، وهذه هى مسئوليتهم التى لا بد أن يقوموا بها على أكمل وجه.
اليوم، وبعد خمس سنوات، الشركة المتحدة تقف على قدمين ثابتتين، تتحدث للعالم كله عمَّا أنجزته، عن المكاسب التى حققتها، والإنجازات التى أصبحت ترتبط باسمها، عن الدور الكبير الذى لعبته فى المواجهة من خلال أدواتها الإعلامية، وعبر دورها المجتمعى الذى بلورته مجموعة من المبادرات الاجتماعية المهمة.
الفلسفة العامة التى تتحرك المتحدة على أساسها، ولا تفارقها فى كل أعمالها، أنها ليست مجرد شركة تسعى إلى الربح، بل شركة تؤمن بدورها الوطنى والإنسانى، وهو ما ميز أداءها.
فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته الشركة، صباح اليوم السبت، ٢٩ مايو ٢٠٢١، سأل أحد الزملاء الصحفيين سؤالًا واضحًا: لماذا تأخرت الشركة فى عقد مثل هذا المؤتمر، فهو مؤتمرها الأول منذ خمس سنوات؟
لم تكن الإجابة الموفقة التى رد بها المهندس حسام صالح، الذى تولى إدارة المؤتمر، إلا تعبيرًا عن فلسفة الشركة، قال: نعم تأخرنا فى عقد المؤتمر، لكننا نتحدث اليوم لأن لدينا ما نقوله، فالشركة لا تتحدث عمَّا ستنجزه فى المستقبل فقط، بل تتحدث عمَّا أنجزته بالفعل.
فى المؤتمر تم الإعلان عن تشكيل مجلس الإدارة الجديد للشركة المتحدة، بعد أن تم الإعلان عن خطتها الطموحة فى التطوير، وكم كان هذا الإعلان موفقًا، فخلال خمس سنوات ماضية تصدى للعمل مسئولون كانوا على قدر المسئولية، وخلال السنوات المقبلة سيتولى مسئولون أكفاء مواصلة المسيرة، التى لا هدف لها إلا العمل من أجل مستقبل أفضل لمهنة الإعلام، وهو ما نتمناه جميعًا.
من الكثير المهم الذى استمعت إليه فى هذا المؤتمر ما قاله المهندس حسام صالح من أن هدف الشركة، وهى تعمل، أن تكون أُمنية كل فرد يعمل فى الإعلام أن ينتمى إلى هذا الكيان الناجح.
وأعتقد أن هذا التوصيف دقيق جدًا، فالنجاحات التى حققتها المتحدة، والنجاحات التى تطمح لتحقيقها تجعل كل من ينتمى إلى مهنة الإعلام يتمنى أن يكون جزءًا من كيان لا يعرف إلا النجاح.