رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«على أغنية حسن الأسمر».. حكاية الرقصة الأخيرة لمديحة كامل قبل اعتزالها

مديحة كامل
مديحة كامل

"لا وجود لهذا المسمى في قاموسي ولا حتى نجمة دراما، نجمة كوميديا، نجمة شباك، فهذه المسميات تم اختراعها ولا أساس لها"، هكذا تحدثت الفنانة مديحة كامل في حوارها لجريدة شباب بلادي عام 1988.

واعترضت في حوارها على اعتبارها نجمة إغراء، وقالت إنها تعتبر نفسها ممثلة فقط للدور الذي يسند إليها، ويكون بينها وبين المخرج قبل بداية العمل تفاهم واضح على الخط الذي ستتبعه في رسم الشخصية.

وتحدثت الفنانة الراحلة عن الإنسانة مديحة كامل، وقالت إنها شخصية عنيدة وطيبة في نفس الوقت "أنا عنيدة أمام رأيي الذي أقتنع به، عنيدة إلى الدرجة التي من الممكن أن تكون ضد نفسها، لكنها طيبة إلى حد الطفولة، هذه ثمة الفنانين، فبداخل كل فنان طفل".

أما عن رأيها في الرجل، والمرأة، والحب، والزواج، قالت إن الرجل يجب أن يكون مثاليًا وحنونًا ومتفاهما وقويا، لأن الدنيا أصبحت تحتاج إلى القوة، والمرأة تحتاج إلى رجل تشعر بقوته، أما المرأة فيجب أن تكون "ست بيت" بالدرجة الأولى ومثقفة لكي تكون مثالًا جيدًا لأولادها، ويجب عليها أن تحب زوجها أولادها وتحب حياتها، كما لا بدّ أن تكون قوية كي تتحمل الحياة ومتاعبها.

وقالت إن الحب يعني بالنسبة لها أشياء كثيرة، تحب أن تتعامل مع نفسها ومع غيرها بالحب ومع العمل أيضًا بالحب، تعمل كل شىء بالحب، فهو نعمة كبيرة لأن بعض الناس لا يعرفون كيف يحبون.

واعتبرت الزواج مثل الإنفلونزا تصيب الإنسان في أي وقت دون مقدمات، فالإنسان يتخبط ويجد نفسه في النهاية متزوجًا، لكنها تنظر للزواج نظرة متشائمة، فزواج الفنانة نوع من الانتحار، فالفنانة المتزوجة بمثابة مطلقة مع وقفت التنفيذ.

في عام 1993 قدمت الفنانة الراحلة مديحة كامل آخر أعمالها وكان فيلم "بوابة إبليس" الذي لم تستكمل تصويره حيث قررت الاعتزال في تلك الأثناء.

تدور أحداث الفيلم حول هبة مديحة كامل التي يتم مكافأتها لتمكنها من إحباط محاولة تهريب أموال مزيفة بالبنك الذي تعمل فيه ومع توالي الأحداث تتفاجأ أن زوجها متواطئ مع تلك العصابة فتحاول تهديده بفضح أمره إلا أن شريكته تتمكن من إلصاق تهمة تزوير أموال مزيفة لها ويحكم عليها بالسجن ولكنها تهرب برفقة تاجرة السلاح هانم لتنتقم من زوجها وأعوانه.

في هذا الفيلم قدمت مديحة كامل رقصة على أغنية للمطرب حسن الأسمر كانت الأخيرة في حياتها فبعد قرارها بالاعتزال رفضت تصوير ما تبقى لها من مشاهد، مما دعى المخرج عادل الأعصر إلى الاستعانة بدوبليرة لاستكمال بقية مشاهدها، والتي كانت تظهر خلال الفيلم بوجه غير واضح ليكون هذا الفيلم آخر أفلامها.

عاشت مديحة كامل بعد ذلك أربع سنوات تفرغت فيها للعبادة والدروس الدينية مبتعدة تماما عن حياة الفن وكانت في تلك الفترة تعاني من المرض الذي انتصر عليها في النهاية لتموت في عام 1997 من جراء مضاعفات مرضها بالقلب والذي أبقاها فى مستشفى مصطفى محمود قرابة عشرة أشهر.