أبرزها تليف رئوي.. حكايات لمتعافين من كورونا تعايشوا مع أعراضه المستمرة
ستة أشهر مضت وما زالت غادة تعاني من فقدان جزئي لحاستي الشم والتذوق، بعد إصابتها بفيروس كورونا خلال الموجة الثانية له في مصر، رغم انقضاء الإصابة بالفيروس خلال شهر ونصف فقط، وأظهرت التحاليل بعدها سلبية العينة.
شهر ونصف من المعاناة التي لم تكن شديدة -على حد تعبيرها-، ولكنها لم تجعل حياتها طبيعية، ففقدان الشم والتذوق مع الإرهاق الذي شعرت به طوال فترة مرضها أفقدها لذه العيش -كما وصفت-، وتوقعت بعد انقضاء الإصابة أنها ستعود لحياتها الطبيعية ولكن ذلك لم يحدث، فما زالت تشعر بآثاره.
غادة ليست الوحيدة فهناك الكثيرين من المتعافين من كورونا استمرت معهم أعراض الإصابة بعد التعافي منها، وبعضهم تحولت الأعراض معهم إلى أمراض مزمنة سيعانون منها طوال العمر، وهو ما أطلق عليه
ورغم وجود عدة دراسات علمية تتعلق بأسباب الأعراض طويلة الأمد لفيروس "كورونا المستجد" المسبب لمرض "كوفيد-19"، ما زالت تلك الدراسات في مرحلة البحث، ولم تصل إلى إجابات قاطعة بعد.
“الدستور” في السطور التالية تواصلت مع بعض المتعافين من كورونا الذين ظلوا يعانون من الأعراض رغم انتهاء الإصابة.
ـ ارتجاع مرئ مزمن
سجلت مصر حتى الآن ما يقرب من 190 ألف حالة تعافي من فيروس كورونا الذي بدأ انتشاره في مارس 2020، ورغم أن وجود الفيروس في الجسم لا يتعدى عدة أسابيع وبعدها تُظهر التحاليل سلبيته، إلا أن أثاره تستمر لعدة أشهر، ولكن الوضع أصبح مختلفًا من سامح البديوي الذي تحولت أعراض كورونا معه إلى مرض مزمن سيعاني منه طوال حياته كما أكد له طبيبه الخاص، بعد انتقال العدوى له من أحد العمال في الشركة التي يعمل بها ،وتمثلت أغلب الأعراض في آلام شديدة في البطن وارتجاع مرئ، ورغم مرور أكثر من 5 أشهر على التعافي إلا أن ارتجاع المرئ الذي كان عرض أساسي لكورونا تحول إلى مرض مزمن.
تناول سامح بروتكول علاج كورونا المصرح به من وزارة الصحة مع بعض الأدوية التي وصفها له الطبيب لعلاج ارتجاع المرئ والتهابات الجهاز الهضمي، إلا أنه وبعد التعافي من الفيروس لم تنته هذه الآلام، وأوضح "بعد التعافي لم تنته آلام البطن وتابعت مع طبيب الباطنية لشهور بعد التعافي لأتخلص من هذه الآلام وخاصة ارتجاع المرئ وتتحسن حالتي بالفعل ولكن بعد توقف العلاج تعاودني الآلام فأوضح لي الطبيب أن الفيروس ورغم تعافي الجسم منه إلا أنه تسبب في تحول التهاب وارتجاع المريض إلى مرض مزمن يتطلب المتابعة الدائمة مع الطبيب.
حاولت دراسات عديدة حصر أهم الأعراض التي قد تصيب المرضى بعد التعافي من كوفيد-19، منها دراسة نشرها موقع medRxiv التابع لجامعة ييل الأمريكية في يناير الماضي، أوضحت أن هناك 55 عرَضًا شائعًا يظهر بعد التعافي من كورونا، وصنّفت الدراسة التي شملت حالات من أعمار مختلفة تراوحت بين 17 إلى 87 عامًا، عدة أعراض وصفتها بأنها "الأكثر شيوعًا"، وهي التعب ثم الصداع، ثم اضطراب الانتباه ثم تساقط الشعر، وأخيرًا ضيق التنفس.
ولكن أكدت دراسة حديثة نشرتها صحيفة الجارديان، عن فاعلية لقاح فيروس «كورونا» في تخفيف أعراض «كورونا طويل الأمد».
وأجريت الدراسة بواسطة حملة «LongCovidSOS» البريطانية لدعم مرضى «كورونا طويل الأمد»، وقد استندت إلى استطلاع شمل 812 شخصاً عانوا من أعراض «كورونا» لعدة أشهر بعد التعافي، حيث أبلغ أولئك المشاركون عن مدى حدة أعراضهم قبل وبعد تلقي الجرعة الأولى من اللقاح.
وأظهرت البيانات أن أعراض 56.7% من المشاركين تحسنت بشكل ملحوظ بعد التطعيم، فيما أكد 24.6% منهم أن حالتهم بقيت كما هي دون تغيير، وأفاد 18.7% منهم بتدهور أعراضهم.
ـ تليف في الرئة
تضررت رئة ياسمين عبد رب النبي كثيرًا خلال فترة إصابتها بكورونا وتتعايش حاليًا مع أدوية تحافظ على عدم انتشار التليف في الرئة كاملة، وقالت ياسمين " تعافيت من فيروس كورونا في أغسطس الماضي بعد صراع معه دام شهر ونص إلا أن أثاره تركت بصمتهت في رئتي التي أصيب جزء منها بالتليف".
وتابعت: عانيت من الفيروس لعدة أشهر وبعد التعافي استمر معي ضيق التنفس وبالمتابعة مع الطبيب اتضح تليف جزء من الرئة مما سبب شعوري المستمر بضيق تنفس واجهاد عام وعدم القدرة على ممارسة حياتي الطبيعية كما كانت قبل إصابتي بالفيروس.
وأكد طبيب ياسمين أنه لا يوجد علاج لتليف الرئة وعليها تناول أدوذة بصفة مستمرة لمنع زيادة معدل التليف في الرئة، مؤكدا أتثن العلاجات المتاحة لتليف الرئة موجهة بشكل أكبر إلى إبطاء مسار المرض وتخفيف الأعراض والمساعدة فى استمرار حياة المريض مع تقليل الأعراض الجانبية للتيلف.
ووجد الباحثون بعض العلامات التي تظهر على مريض كورونا وتُنبئ بإصابته بكورونا طويلة الأمد أو استمرار أعراض كورونا معه حتى بعد التعافي، فأشارعالم الأوبئة البريطاني تيم سبيكتور، علامات شائعة على إستمرار المريض بالشعور بأعراض طويلة الأمد للفيروس، فإذا أصيب المريض في الأيام الأولى لإصابته بالفيروس بالسعال، وصوت أجش، وصداع، وإسهال، وضعف الشهية، وضيق في التنفس في الأسبوع الأول، فهو أكثر عرضة مرتين إلى 3 مرات للإصابة بأعراض طويلة المدى، كما اكتشف أن"كوفيد طويل الأمد" يؤثر على النساء أكثر من الرجال.