«المهمة حظر».. مشاهد ليلية في حملات مواجهة كورونا (معايشة)
في مطلع مايو الجاري، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، عددًا من القرارات الرامية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كان من بينها إغلاق المحال التجارية في التاسعة مساءً، في قرار حُددت مُدته بـ 15 يومًا، من بينها إجازة عيد الفطر المبارك، قبل أن يُعاود رئيس الحكومة تمديدها لنهاية الشهر.
قرار الدكتور مدبولي، جاء ليضع مهمة جديدة على كاهل المحليات، لمُراقبة تنفيذ القرار، وتوقيع العقوبات المنصوص عليها قانونًا تجاه المُخالفين من أصحاب المحال التي تفتح أبوابها بعد التاسعة مساءً، والتي تتدرج من الإنذار، مرورًا بسحب التراخيص، أو الإغلاق لفترات محددة، وحتى الغرامة 4 آلاف جنيه.
في مدينة حلوان بالقاهرة، يقف الدكتور أحمد القزاز، رئيس الحي، كل مساء، إلى جوار مُساعديه، وشرطة المرافق، لتنطلق حملة مُوسعة، غير مُعلن مسارها، لضبط المُخالفين في شوارع حلوان.. كانت «الدستور» حاضرة لتُعايش مع يجري خلالها.
في شارع منشية جمال عبد الناصر، القريب من كورنيش النيل بحلوان، كانت الوجهة الأولى لرئيس حي حلوان ورجاله، بينما يتدفق الرجال من السيارات الحكومية مُسارعين بضبط المُخالفات المختلفة، والمحال التي لا تلتزم بالإجراءات الوقائية بالإغلاق في الموعد المُحدد.
شكاوى كُثر وصلت رئيس الحي من هذا الشارع، تضمنت المخالفات التي باتت تُعيق مرور السيارات منه بعد تعدي بعض المحال على حرم الشارع، كانت دافعًا للدكتور «القزاز» لاستهداف المنطقة بالحملة، قبل أن يوجه حديثًا للمواطنين وأصحاب المحال بضرورة الحفاظ على أرواح الآخرين التي قد تتضرر في حال وقوع أي حادث بالمنطقة، وإعاقة دخول سيارات الإسعاف أو الإطفاء بسبب الإشغالات التي تُعيق السير في الشارع.
لا تكتفِ الحملة جولتها هذه، بل تنطلق نحو منطقة المساكن لتختار شارع البرقوقي، الذي جرى تطويره مؤخرًا بملايين الجنيهات، وحاصرته عربات الكارو والباعة الجائلين على جانبيه، إضافة للمقاهي التي وضعت المقاعد لزوارها، مُخالفة المواعيد المحددة والإجراءات الاحترازية.. تُغير السيارات وجهتها فجأة لتُباغت المخالفين، بينما يُسارع مساعدي رئيس الحي لضبط المُخالفات، يتقدمهم الدكتور القزاز.
مشاهد ليلية تظل لساعات، وسيارات تتجول في شوارع المدينة بحثًا عن أي مخالفات لضبطها، لتمر بميدان المحطة الذي يشهد شكاوى كبيرة من التكدسات، قبل أن تنطلق أخيرًا إلى حي حلوان، بينما تضم المسيرة سيارات ضخمة مُحملة بمقاعد وعربات ومتعلقات تم ضبطها في المقاهي والمحال المخالفة، لتتوجه إلى مخازن الحي، حيث تبقى هُناك حتى حضور أصحابها وسداد الغرامات الموقعة واستلامها.
أمام مبنى رئاسة الحي، يقف الدكتور أحمد القزاز ليودع رجال الحملة، وشرطة المرافق، عائدين إلى منازلهم لنيل قسط من الراحة، قبل العودة في صباح اليوم التالي لممارسة عملهم المُعتاد، وفي المساء لاستهداف المخالفين بحملات أخرى.