أحمد محمد: شهيد إيفيرجيفن توفى بعد إطمئنانه على مجرى قناة السويس
فور جنوح السفينة البنمية "EVER GIVEN" غادر أحمد محمد، صاحب الـ31 عامًا منزله في السويس، متجهًا للعمل على أحد اللانشات للمساهمة في عملية تعويم السفينة، ولم يعلم أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها والدته وشقيقته، وأنه وداع الأخير.
اتجه أحمد الذي كان يعمل في أحد الشركات التي شاركت في عملية تعويم السفينة- للعمل على لنش كروان، المسؤل عن أعمال إمداد القاطرات من شمال وجنوب قناة السويس، وطوال الأيام الـ6 في محاولة التعويم لم يستطيع أن ينام، حيث يواصل العمل ليل نهار لسرعة تعويم السفينة.
وأكد أصدقاءه، أن كان بشوش الوجه يعمل دون كلل أو ملل وكان يشعر أن عملية تعويم السفينة ليست مجرد وظيفة، بل مهمة وطنية كبرى، تقع على عاتقه، فكان دائماً يقول أن عملنا يعكس قوة بلدنا ونريد توجيه رسالة للعالم كله أن المصريين يستطيعون، مشيرين أن لحظات تعويم السفينة كان في قمة سعادته، ولم يعلم أنه اقترب على الفراق وكأن فرحته هي رسالة وداع.
وعقب النجاح في عملية تعويم السفينة، والتحفظ عليها في البحيرات المرة، اتجه لنش كروان ليلاً الذي كان يستقله "أحمد" للخروج من القناة عقب التأكد من انتهاء مهمتهم على أكمل وجه، إلا أن الرياح كانت شديدة والأمواج كانت ضدهم، مما أدى لغرق اللنش، وسط محاولات كبرى لإنقاذه، إلا أن زملاءه لم يستطيعوا إيجاده، مما أدى لتحول فرحهم بتعويم السفينة لمأتم.
وبدأ غواصين قناة السويس في رحلة البحث عن الجثمان والذي تمكنوا من استخراجه عقب 8 أيام، من وفاته.
فيما اتخذت هيئة قناة السويس، برئاسة الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، بصرف تعويض لأسرته، وتعيين شقيقته في هيئة قناة السويس، إلا أن شقيقته رفضت التعيين، ورفضت والدته التعويض المالي، قائلة أن أموال الدنيا لن تعوضنا "أحمد".